جمعية البنوك اليمنية - صنعاء بتاريخ: 2021/06/19
انخفاض عملة البيتكوين بنسبة تقارب 50% من أعلى قيمة بلغته في العام الحالي.
توجه أمريكي - صيني لوضع تشريعات وفرض ضريبة على تداول العملات الرقمية.
اليون ماسك: إيقاف بيع منتجات شركة تسلا بعملة البيتكوين.
انتعاش أسعار الذهب عالميا.
شهدت العملات الرقمية انخفاضا ملحوظا يوم الأحد الماضي 23 مايو 2021م وعلى رأسها عملة البيتكوين التي انخفضت بنسبة 50% من أعلى قيمة بلغته خلال العام الحالي واستقر عند سعر 32,601$ بعد أن بلغ 64,895$ في 14 ابريل من العام الحالي, في حين شهدت العملات الرقمية الأخرى انخفاضا موازيا بنسب اقل أبرزها Ether التابعة لمنصة Ethereum بنسبة بلغت 17% وبسعر 1905$ بانخفاض بلغ 391.3$ بعد آخر إغلاق.
ويعزى هذا الانخفاض لعدة أسباب أهمها تحرك الولايات المتحدة الأمريكية والصين لتشديد اللوائح التنظيمية وقواعد الامتثال الضريبي الخاصة بالعملات المشفرة, وفي هذا السياق قامت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن بتقديم مشروع قرار يلزم المنصات العالمية للإفصاح عن بيانات التداول التي تفوق مبلغ 10,000$ لوحدة خدمة الإيرادات الداخلية IRS, وياتي المشروع القرار كجزء من تقارير الخزانة التي توضح استثمار 80 مليار دولار في وكالة الضرائب الأمريكية بحلول العام 2031م لتطوير تحصيل الدخل في ظل توقعات بنمو سوق العملات الرقمية خلال العقد القادم. كما تشير تقارير إلى قيام إيران باستخراج عملة بتكوين بنحو 4.5% وهو ما يعادل حوالي مليار دولار سنويا مع إلزام مستخريجها ببيعها للبنك المركزي الإيراني في ظل انخفاض أسعار الكهرباء في الدولة وهو ما يمثل مصدر للأموال بعيدا عن العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.
في حين قامت الصين (اكبر معدن لعملة البتكوين في العالم) باتخاذ إجراءات تحد من تعدين وتداول العملة, ويأتي هذا ضمن جهود الحكومة الصينية للحد من المضاربة والمخاطر المالية في ظل تذبذب الأسعار, حيث صرح رئيس لجنة الاستقرار والتنمية المالية – نائب رئيس مجلس الدولة Liu He بضرورة وضع ضوابط على البتكوين الذي يعتبر أصل من أصول الشركات التي تستثمر في هذا النوع من العملات, وتأتي هذا التصريحات بعد ثلاثة أيام من قيام مؤسسات صينية تدعو البنوك وشركات المدفوعات المالية بتعليق خدمات العملات المشفرة/الرقمية وذلك في تصعيد للحد من عمليات المضاربة وعمليات الاحتيال باستخدام العملات الرقمية.
تجدر الإشارة بان سوق العملات الرقمية يستحوذ على ما يعادل ال 2 مليار دولار.
كما أسهمت تغريدة Elon Mask المدير التنفيذي لشركة Tesla بتحفظ الشركة عن استخدام البيتكوين كوسيلة تداول لقبول مبيعات الشركة عبر العملة معللا ذلك بحجم الوقود الاحفوري المستخدم لإنتاج الكهرباء اللازمة لتعدين العملة (يقدر استهلاك الكهرباء لتعدين العملة ب 3% من إجمالي الاستهلاك العالمي) وزيادة الانبعاث في البيئة, في ظل توقعات بقيام الشركة بيع ممتلكاتها من العملة التي تم شرائها في تاريخ سابق بما يقارب ب 1.5 مليار دولار وتعويضها بعملة الدوجكوين.
Source: Coindesk
أسهم الانخفاض الذي حدث مؤخرا في أسعار عملة البتكوين إلى توجه المستثمرين إلى الذهب وهو ما يظهر مؤخرا في ارتفاع أسعار المعدن النفيس في أسواق المال العالمية في ظل التذبذب العالي للعملة صعودا وانخفاضا وذلك وفقا لموقع BullionByPost.
العملات الرقمية/المشفرة في السطور:
هي عبارة عن عملات افتراضية لا يوجد لها واقع ملموس كالعملات الورقية الصادرة من الدولة وعملية إصدارها غير مغطاة بسلة عملات معينة او الذهب كما هو حال بعض العملات الصادرة عن الدولة. كما تعتبر غير مركزية حيث يمكن تداولها خارج النظام المصرفي بكل سهولة.
عادة ما يتم إنتاجها واستخدامها في عالم افتراضي عبر حواسيب وبرمجيات معينة من قبل أفراد أو مجموعات معينة, من خلال إعطاء كل عملة منتجه رقم تسلسلي معين يسجل في قواعد بيانات أو ما يسمى ال Blockchain بحيث يمنع من تكرار استخدام العملة الواحدة في أكثر من عملية واحدة من خلال نسخها وتداولها إلا بعد انتقالها لطرف آخر وذلك حتى لا تفقد قيمتها, ولكون هذه العملات غير مقننة رسميا من الحكومات فإنها تعتبر عملات بديلة وتستهلك خارج النظام المالي للدول. في الوقت الذي تستطيع الحكومات تجميد/إيقاف/الاستحواذ على حسابات وأرصدة مصرفية أو عملة معينة من التداول, إلا أن العملات الرقمية/المشفرة يتم إنتاجها وتداولها في منصات وأنظمة مستقلة خارج الأنظمة المالية الرسمية الأمر الذي يجعل تتبعها وتطبيق الأنظمة القانونية عليها أمر صعب إلى حد ما, ويترافق مع ذلك مجموعة من المخاطر والعيوب والتي تتمثل في التقلبات المفاجأة وصعوبة التنبؤ بمساراتها.
النشأة:
يعود تاريخ ظهور فكرة العملات الرقمية إلى العام 1980م عندما ابتكر Daivd Chuam خوارزمية سميت ب Blinding أو العمياء التي تعتبر أساس التشفير الحديث للبيانات, أسهمت هذه التقنية على توفير خاصية الأمان وتداول المعلومات بين الأعضاء وإيجاد أساس مستقبلي لفكرة العملات الرقمية.
في العام 1995م (بعد مرور 15 عام) قام Wei Dai بنشر ورقة عمل حول العملات الافتراضية تحت مسمى B-Money والتي تضمنت المكونات الأساسية للعملات الرقمية/المشفرة مثل تعقيدات إخفاء الهوية واللامركزية.
وفي العام 1998م قدم Nick Szabo أطروحته المسمى ب ال Bit Gold والتي عرض خلالها فكرة العملات الرقمية كنظام عمل متكامل إلا أن الفكرة لم تجد رواجا.
وبالرغم من أن هذه الأطروحات لم تلقى صدى ملموس على الواقع, إلا أن الحقبة من 1990-2000 شهدت زيادة في وسطاء التمويل الرقمي ابتداء من ابتكار تطبيق PayPal من مؤسس Tesla اليون ماسك Elon Mask التي أحدثت ثورة في التحول الرقمي ودخلت فعليا في سوق التداول خلال الفترة من العام 2000-2010م وأسهمت في زيادة الإقبال في عملية الشراء والبيع عبر المنصات الرقمية, والذي نجم عنه نشأة فكرة عملة البتكوين في العام 2008م التي قدمها ساتوشي ناكاموتو Satoshi Nakamotoوالتي لاقت صدى اكبر في العام 2009م, وفي العام 2010م بدأت استخدام العملة من قبل مجموعة من الأفراد فيما بينهم, وتطور الأمر في العام 2012 بقيام موقع WordPress بقبول العملة كوسيلة شراء المنتجات المعروضة ثم تبتعها عده شركات مثل Newgg.com, Expedia, Microsoft و Tesla واسهم هذا بنشوء عده عملات رقمية أخرى والتي تقدر بـ 5307 عملة تقريبا وفقا لموقع CoinmarketCap.com.
وتعتبر البتكوين BTC حوالي أكثر عملة رقمية قبولا وتداولا في عمليات الشراء والتحويل حيث تبلغ محفظة العملة 715 مليار دولار تليها ايثريوم ETH ب 300 مليار دولار ثم تيثر USDT ب60 مليار دولار, في حين يبلغ حجم الاستثمار في العملات الرقمية حوالي 2 تريليون دولار لجميع العملات الرقمية ( كما في 25/05/2021).
صـــــــــــــلاح الفــــــــــــــــــائق
مدير التسويق-البنك الأهلي اليمني
مجلة المصارف العدد (15) مايو 2021م