جمعية البنوك اليمنية - صنعاء بتاريخ: 2021/08/26
لقد دفع الوباء الشركات إلى تجاوز نقطة التحول التكنولوجي، وغيرت معظم الشركات الطريقة التي تدير بها الأعمال إلى الأبد. في البداية، كان يُعتقد أن التغيرات قصيرة الأجل، ولكن سرعان ما تم الكشف عن أن التغيرات هنا على المدى الطويل، في واقع الأمر، أدت الاستجابات التي فرضها الوباء إلى تسريع اعتماد التقنيات الرقمية لسنوات عدة، وأن «التبني الرقمي» العالمي قد حقق قفزة نوعية على المستويين التنظيمي والصناعي. إذاً، ما مدى احتمالية استمرار هذه التغييرات؟
الاستثمارات الرقمية
في استطلاع حديث أجرته شركة McKinsey Global، أفادت بأن جميع الشركات تقريباً توصلت إلى حلول لتلبية العديد من متطلبات السوق الجديد بسرعة أكبر بكثير مما كانت تعتقد أنه ممكن قبل الأزمة، وأن معظم هذه التغييرات من المتوقع أن تكون طويلة الأمد، أيضاً، يتفق الخبراء على أن الاستثمار في المبادرات الرقمية في الوقت الحاضر قد زاد أكثر من ذي قبل، وأنه من أجل الحفاظ على قدرتها التنافسية في الأعمال التجارية الجديدة، يجب على الشركات أن تدرك الأهمية الاستراتيجية للتكنولوجيا باعتبارها عنصراً حاسماً في أعمالها، وليس مجرد مصدر لفعالية التكلفة، كذلك، كشفت الأبحاث أنه خلال الوباء، شارك المستهلكون أيضاً في الانتقال إلى استخدام التكنولوجيا، حيث تحولوا بشكل كبير إلى القيام بمعظم أعمالهم عبر الإنترنت، وأن العديد من الشركات في الوقت الحاضر من المحتمل أن تجري الكثير من تفاعلات العملاء بطريقة رقمية.
التحيز البشري
أزال الوباء الحواجز التقليدية أيضاً أمام الاستثمار في البحث والتطوير، خاصة عندما يتعلق الأمر باستخدام التكنولوجيا داخل المنظمة. تكشف الأبحاث أن معظم الشركات ببساطة لم تضع هذه الاستثمارات على رأس قائمة أولوياتها، لأنها تتطلب تغييرات جذرية ربما كانت تعتبر غير ضرورية قبل الوباء. بالإضافة إلى ذلك، كانت معظم أسس تكنولوجيا المعلومات غير كافية، أو أن نقص الدعم أعاق الالتزام بالتغييرات المطلوبة وتنفيذها. في الوقت الحاضر، يتفق الخبراء على أن أكبر التغييرات في الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا ستكون تلك التي ستبقى معنا بعد الوباء، وهم في الواقع يشجعون الكيانات على محاولة تعزيز هذه التغييرات حتى لو لم تكن هناك حاجة إليها بالكامل بمجرد عودة الحياة «الطبيعية». على سبيل المثال، تم الترحيب ببعض التغييرات الجذرية في وسائل التعليم، لأنها ربما لم تكن ممكنة لولا الوباء، ولا ينبغي إهمال الاستثمارات النقدية والوقتية في مثل هذه المشاريع، ويجب دمجها في الاستراتيجيات المستقبلية أينما كان ممكناً.
زخم إيجابي
في حين أن المواءمة بين الإستراتيجية الشاملة والقيادة القوية كانت علامات النجاح التقليدية أثناء الاضطرابات أو التحولات، أثبت الوباء أيضاً أن الاستثمارات الاستباقية في التكنولوجيا ضرورية لأي صناعة. بالإضافة إلى ذلك، يتعزّز الطلب المتزايد على التفاعلات عبر الإنترنت واحتياجات العملاء المتغيرة استثمارات تتجاوز الانتقالات البسيطة إلى عالم الإنترنت، ولكن أيضاً في أمن البيانات والذكاء الاصطناعي، نظراً لأن المزيد من التغييرات سيكون مطلوباً مع تطور الوضع الاقتصادي والبشري، يجب أن تكون الاستراتيجيات الرقمية متوافقة مع استراتيجيات المبيعات والرؤية الشاملة للشركة. من الضروري أيضاً أن تكون لديك ثقافة الشركة التي تشجع التجريب والعمل مبكراً لمواكبة الاتجاهات المتغيرة.
د. رندا دياب بهمن- القبس
Dr.randa@alqabas.com.kw
dr_randa_db@
عضو هيئة التدريس في كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا KCST