جمعية البنوك اليمنية - صنعاء بتاريخ: 2022/06/05
أ/ خالد الجرادي*
ــــــــــــ التطورات التي يشهدها الواقع الاقتصادي والمالي وما تبعه من تحولات كبيرة في العمل المصرفي استلزم بالضرورة ارتفاع حدة المخاطر التي يواجهها القطاع البنكي عموما وهو ما حذا بالمؤسسات المالية والمصرفية اتباع وتطوير منهجية لإدارة المخاطر وفقا للمعايير العالمية ( كاتفاقيات بازل ) والتشريعات المحلية والقوانين الدولية .
وهنا لا بد من الإشارة الى أن تطور الصناعة المصرفية وما رافقها من تطورات تكنولوجية أدت إلى تعقيد العمليات البنكية ولأن الإدارة البنكية تسعى إلى تحقيق عوائد مرضية بأقل مخاطر ممكنة في ظل بيئة تتسم بالمنافسة الشديدة وبمتغيرات ديناميكية يصعب التحكم بها إلا أنه من الممكن مراقبة وتقييم مستويات الخطر ووضع الإجراءات الرقابية وخطط العمل التي تمكنا من التحكم بالخطر وصولا الى عدة سيناريوهات تهدف إلى:
1- تجنب الخطر Avoid Risk
2- تخفيف أو تقليص الخطر Reduce Risk
3- تحويل الخطر
4- وقد تصل في بعض الحالات الكارثية إلى قبوله وفق مخصصات احتياطية معينة.
ــــــــــــ هذه المحصلة المبنية على إدارة المخاطر وفق رؤية علمية تعتبر هي العامل الرئيس الذي يساهم في نجاح البنوك ويحقق أهدافها الاستراتيجية.
مفهوم الخطر(Risk Concept)
ــــــــــــ الخطر وفقا لمفهوم (PMBOK " project management of book knowledge") هي حالة عدم التأكد بخصوص الأحداث و هل سيكون تأثيرها على المنشأة إيجابيا أم سلبيا.
وفقا لهذا المفهوم فإن حالة عدم التأكد تقودنا إلى محاولة معرفة حقائق الواقع و المستقبل ومدى تأثير هذه الظروف على المنشأة وستكون محاولة التنبؤ هذه ضربا من التنجيم إن لم نتبع منهجية علمية قائمة على أدوات التحليل العلمي والمنطقي للبيانات ووسائل القياس الكمية والنوعية للوصول إلى نتائج قائمة على معلومات صحيحة وهذه النتائج والتي تكون مخرجاتها على شكل معلومات كمية ونوعية ورسوم بيانية توضح اتجاه سير نشاط المنشأة وهذا يستلزم وضع خطط عمل لتعديل سير نتائج الأعمال بما يتوافق مع الأهداف التقديرية واستدامة المنشأة .
تعريف المخاطر
ــــــــــــ هي احتمالية تعرض المؤسسة إلى خسائر غير متوقعة وغير مخطط لها أو تذبذب في الإيرادات المتوقعة من استثمار أو نشاط معين.
وإدارة المخاطر ( Risk Management ) تعمل على تحقيق العائد الأمثل من خلال الموازنة بين مستوى العائد ودرجة المخاطرة.
الأزمة المالية العالمية مفاهيم وأمثلة
ــــــــــــ إن اهتمامنا بموضوع الأزمات المالية العالمية نابع من أهمية سببية ظهور مفهوم الخطر بهدف إبراز الأثر الكبير للإدارة المحترفة في تقليل نسبة الخطر مما يمكنها من خلق حمايه وقائية ضد أي أزمات تسبب خسائر محتمله و حتى نتجنب الأزمة لا بد من معرفة مفاهيم الأزمة ونماذج عنها وأنواعها.
ما هو الفرق بين مفهوم الأزمة المالية والأزمة النقدية والأزمة الاقتصادية؟
• الأزمة المالية (Financial crisis): هي تعبير عن حالة اضطرابات في أسواق المال بحيث تصبح غير قادرة على توجيه المال بكفاءة إلى أفضل الطرق الاستثمارية.
• الازمة النقدية تعني عجز المصارف عن مواجهة طلبات السحب من حسابات المودعين بسبب نقص في السيولة النقدية.
• الأزمة الاقتصادية(Economic crisis): تعرف الأزمة الاقتصادية بأنها اضطراب فجائي يطرأ على التوازن الاقتصادي في بلد ما نتيجة اختلال بين الإنتاج و الاستهلاك أو الاستيراد والتصدير .
• هل يمكن حدوث أزمة مالية دون حدوث أزمة نقدية.
ــــــــــــ وفي الواقع العملي يمكن حدوث الأزمة المالية دون حدوث أزمة نقدية كما أن الأزمة في التقدير تؤدي في أغلب الأحيان إلى أزمة في القطاعات المصرفية وغير المصرفية وقد تنجم الأزمة المصرفية عن عمليات التحرير لحركة رؤوس الأموال الخاصة.
• ما هي مراحل الأزمة المالية (Financial Crisis Levels)؟
1. مرحلة الانتعاش(تتميز بصعود غير طبيعي مثلا صعود غير طبيعي لأرباح الأسهم).
2. مرحلة الربح أو الذروة ( هي نقطة غير طبيعية لم تصلها الأسعار من قبل).
3. مرحلة الأزمة ( بعد وصول الأسعار لمستويات غير طبيعية ولا تعكس القيمة الحقيقية وهنا كمثال يظهر تراجع من خلال انخفاض المؤشرات الاقتصادية الكلية , الناتج الكلي ، الدخل الكلي، المستوى الكلي، المستوى العام للأسعار، المستوى العام للتوظيف).
4. مرحلة الكساد ( وهي مرحلة تلي الأزمة كنتاج طبيعي خاصة إذا لم يحدث تدخل ومعالجات للأزمة في الوقت المناسب).
ــــــــــــ و فيما يلي رسم توضيحي لمراحل الأزمة المالية العالمية لوصف مراحل الأزمة.
( مدير إدارة المخاطر للبنك العربي بمنطقة اليمن – رئيس لجنة إدارة الأزمات بجمعية البنوك اليمنية)*