جمعية البنوك اليمنية - صنعاء بتاريخ: 2023/01/28
المصدر- سي ان بي سي
الفقاعة هي عبارة عن دورة اقتصادية تتسم بصعود سريع في قيمة السوق خاصة في أسعار الأصول، ويعقبها هبوط سريع أيضاً في القيمة والذي يشار إليه بالانهيار أو بـ”انفجار الفقاعة”.
تتشكل الفقاعة نتيجة سلوكيات مضطربة بالأسواق، فخلال تكونها، يتم التداول على أصول داخل نطاق سعري يزيد كثيراً عن القيمة الحقيقية.
ويمكن للفقاعة أن تتشكل في أي وقت وفي أي نوع من الأصول مثل أسواق الأسهم والعقارات والمعادن والسلع وحتى العملات المشفرة وكذلك في الاقتصادات الكلية.
على سبيل المثال، شهد الاقتصاد الياباني فقاعة في ثمانينيات القرن الماضي بعد إلغاء القواعد التنظيمية بشكل جزئي عن البنوك الحكومية مما تسبب في ارتفاع كبير في أسعار الأسهم والعقارات.
كذلك فقاعدة دوت كوم الشهيرة التي وقعت في أواخر تسعينيات القرن الماضي عندما ارتفعت أسعار أسهم شركات الإنترنت وتمت المضاربة عليها بشكل متسارع حيث هرع المستثمرون نحو شراء أسهم شركات التكنولوجيا بأسعار مرتفعة آملين في بيعها بأسعار أعلى، لكن لاحقاً حدث تصحيح كبير في السوق وانفجرت الفقاعة.
الفقاعة على مراحل
يرى الباحث الاقتصادي الأميركي هايمان مينسكي أن الفقاعة تمر بخمس مراحل أولها الاكتشاف، وتحدث عندما يلاحظ المستثمرون وجود أصل جديد أو تقنية مبتكرة أو عندما تكون معدلات الفائدة منخفضة للغاية.
والمرحلة الثانية هي الطفرة حيث أنه مع إقبال المستثمرين على الشراء، ترتفع الأسعار وتكتسب المزيد من الزخم والاهتمام.
والمرحلة الثالثة هي الشعور بالبهجة، ففي تلك اللحظات، يشعر المستثمرون بسعادة غامرة باقتناء سهم أو أصل بعينه لكونهم على يقين من أن سعره سيواصل الارتفاع ويجنون من وراءه مكاسب طائلة.
والمرحلة الرابعة تكمن في جني الأرباح، لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن اكتشاف توقيت انفجار الفقاعة ليس بالأمر السهل، فعندما تنفجر، لن تعود مجدداً، وتظهر عمليات تحذيرية ومبيعات مكثفة لمحاولة إنقاذ ما يمكن.
أما المرحلة الخامسة، فهي الهلع، حينها، تغير أسعار الأصول مسارها تماماً وتنخفض بشكل سريع، ويحاول المستثمرون وقتها تصفية هذه الأصول بأي سعر.
التوليب
سمع الكثيرون عن زهرة التوليب بأنها للزينة، لكن في أوائل القرن السابع عشر، لمن يكن الأمر هكذا، فقد أقبل المستثمرون على شراء زهرة التوليب بشكل كبير في هولندا.
وأقبل الأثرياء بشكل خاص على اقتنائها كسلعة فاخرة تعبر عن الرفاهية، وهو ما أدى إلى المزيد من الارتفاع في سعرها وبشكل سريع.
وبلغ الأمر أن البعض باع ما يملك من منازل وعقارات من أجل شراء زهور التوليب، وخلال نشوة الابتهاج، حقق مستثمرون أموالا طائلة، وأصبح آخرون أثرياء بين ليلة وضحاها.
لكن الحلم انتهى سريعاً، وانفجرت الفقاعة عندما عرض بائعون زهور التوليب، ولم يجدوا ما يشترونها، في هذه اللحظة، زاد المعروض منها وانهار الطلب، وبالتبعية، انهارت الأسعار، وحدث الهلع متفشياً في كافة أرجاء دول أوروبا التي انخرطت في جنون التوليب، وفي النهاية، وقعت الخسائر وتلاشت الثروات.