جمعية البنوك اليمنية - صنعاء بتاريخ: 2024/01/20
محمود قائد ناجي
احتفلت شعوب العالم بدخول العام الميلادي الجديد بالفرحة والأمل بأن يجلب هذا العام معه المزيد من عوامل الخير والسلام والمزيد من عوامل الرقي والرفاهية ، ونحن لا يسعنا في هذه البقعة من العالم الكبير إلا أن نشارك شعوب العالم فرحتها بالعام الجديد ونتطلع إلى أن يحمل هذا العام بشائر السلام ونهاية للمآسي والمعاناة التي تجرعها شعبنا الصابر والصامد طوال سنوات هذا العقد الكئيب. ويتطلع القطاع المصرفي اليمني إلى انتهاء مرحلة الأزمات والصعوبات والمخاطر التي عصفت بالقطاع وتسببت في الكثير من الإرباكات والأعباء على نشاطه خلال السنوات التسع العجاف الماضية.
فخلال ما يقارب عقد من الزمن تعرضت البنوك في اليمن للعديد من المصاعب والتحديات، ومر النشاط المصرفي بالعديد من المنعطفات التي أفرزت العديد من المخاطر ، وفرضت على نشاطه آليات وقواعد جديدة للعبة.
وربما كان الانقسام في بنية السلطة الإشرافية والتنظيمية المتمثلة بالبنك المركزي هو الأكثر تأثيرا وضررا على نشاط القطاع المالي والمصرفي في البلاد، فقد كان هو عامل الضعف الرئيس الذي مهد لظهور مختلف المصاعب والعقبات التي أثرت على نشاط القطاع وأضعفت قدراته وشتت إمكانياته.
وقد كان لذلك تأثيره المدمر على الدور الذي كان يلعبه البنك المركزي في وضع المعالجات الناجعة لمشاكل القطاع وتوفير الحماية لأموال المودعين وتوجيه الائتمان في الاتجاه الذي يحقق الاستقرار، ويدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي.
وفي ظل التطورات الجديدة وغياب أو ضعف الدور المساند والداعم للبنوك من قبل البنك المركزي لم يكن أمام القيادات المسؤولة عن إدارة مؤسسات القطاع المصرفي سوى الاعتماد على قدراتها الذاتية وإمكانياتها في التعامل مع معطيات الواقع الجديد وتطوير المعالجات الصائبة للمضاعفات الناتجة عنها.
ولا نستطيع أن نقلل من الجهود المضنية التي بذلتها قيادات البنوك العاملة في البلاد لاستيعاب أبعاد التطورات الطارئة في القطاع والاجتهاد في تطوير سياسات ومعالجات عملية للمصاعب والتحديات التي واجهت مؤسسات القطاع، بما يمكن تلك المؤسسات من الاستمرار في تقديم الخدمات المالية المطلوبة لوحدات الاقتصاد الوطني ويساعد على التخفيف من الآثار المدمرة لتلك التطورات على القطاع وعلى المواطن المغلوب على أمره.
لقد طالعنا خلال الأسابيع القليلة الماضية الكثير من التنبؤات بقرب الانفراج في الأزمة السياسية، وسمعنا الكثير من التصريحات بالتوصل إلى اتفاق أولي بين فرقاء الصراع حول خارطة طريق تبشر بتطبيع الأوضاع وعودة الاستقرار إلى ربوع البلاد.
ولنا أمل كبير أن تتحقق تلك التنبؤات وتصدق تلك التصريحات وينتهي عهد الأزمات وتتوقف معاناة المواطنين ويعم السلام كل أرجاء بلادنا الحبيبة.
القائم بأعمال رئيس جمعية البنوك اليمنية- رئيس تحرير مجلة المصارف