جمعية البنوك اليمنية - صنعاء بتاريخ: 2024/05/20
المصدر- اندبندنت عربية
قدمت البنوك الكبرى في العالم ما يقارب 5.6 تريليون جنيه استرليني (سبعة تريليونات دولار) لتمويل صناعة الوقود الأحفوري منذ اتفاق باريس للحد من انبعاثات الكربون، وفقاً للأبحاث.
وفي عام 2016، بعد محادثات في باريس وقعت 196 دولة اتفاقاً للحد من الاحتباس الحراري نتيجة انبعاثات الكربون بما لا يتجاوز درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، مع حد مثالي يبلغ 1.5 درجة مئوية لمنع أسوأ التأثيرات المترتبة على تغير المناخ بصورة جذرية.
ومنذ ذلك الحين، وعدت عديد من الدول بخفض انبعاثات الكربون، لكن أحدث الأبحاث تظهر أن المصالح الخاصة استمرت في تحويل الأموال إلى شركات النفط والغاز والفحم، التي استخدمتها لتوسيع عملياتها.
ويتوقع ثمانية من كل 10 من أبرز علماء المناخ في العالم الآن ما لا يقل عن 2.5 درجة مئوية من الاحتباس الحراري، وفقاً لنتائج استطلاع أجرته صحيفة "الغارديان" الأسبوع الماضي، في نتيجة يتوقع أن تؤدي إلى عواقب مدمرة على الحضارة.
وحلل باحثون في تقرير "الأعمال المصرفية حول الفوضى المناخية"، الذي صدر الآن في نسخته الـ15، اكتتاب وإقراض أكبر 60 بنكاً في العالم لأكثر من 4200 شركة تعمل في مجال الوقود الأحفوري مما تسبب في تدهور منطقة الأمازون والقطب الشمالي.
ووجد الباحثون أن هذه البنوك قدمت سبعة تريليونات دولار لتمويل شركات النفط والفحم والغاز، نصفها تقريباً (3.3 تريليون دولار) ذهبت نحو التوسع في الوقود الأحفوري، وحتى في عام 2023، بعد عامين من تعهد عديد من البنوك الكبرى بالعمل على خفض الانبعاثات كجزء من تحالف "صافي الصفر للبنوك"، بلغ التمويل المصرفي لشركات الوقود الأحفوري 705 مليارات دولار، مع تخصيص 347 مليار دولار للتوسع، وفق التقرير.
البنوك الأميركية أكبر ممول
ووجد التقرير أن البنوك الأميركية كانت أكبر ممولي صناعة الوقود الأحفوري، إذ أسهمت بنسبة 30 في المئة من إجمال 705 مليارات دولار المقدمة في عام 2023، وقدم بنك "جيه بي مورغان تشيس" أكبر قدر من أي بنك في العالم بنحو 40.8 مليار دولار لشركات الوقود الأحفوري في عام 2023، بينما جاء "بنك أوف أميركا" في المركز الثالث، وكان ثاني أكبر ممول للوقود الأحفوري في العالم هو بنك "ميزوهو الياباني" الذي قدم 37.1 مليار دولار.
وكان بنك "باركليز" ومقره لندن أكبر ممول للوقود الأحفوري في أوروبا بقيمة 24.2 مليار دولار، يليه بنك "سانتاندر الإسباني" بمبلغ 14.5 مليار دولار، و"دويتشه بنك الألماني" بمبلغ 13.4 مليار دولار. وبصورة عامة، أسهمت البنوك الأوروبية بما يزيد قليلاً على ربع إجمال تمويل الوقود الأحفوري في عام 2023، وفقاً للتقرير.
إشعال أزمة المناخ
وقال المدير التنفيذي لـ"شبكة البيئة الأصلية" التي شاركت في تأليف الدراسة توم بي كيه غولدتوث "يواصل الممولون والمستثمرون في الوقود الأحفوري إشعال شعلة أزمة المناخ، استثمار صناعة الوقود الأحفوري والمؤسسات المصرفية في حلول زائفة يخلق ظروفاً غير صالحة للعيش لجميع الأحياء والبشرية على الأرض"، وتابع "نبقى على الخطوط الأمامية لكارثة المناخ، وتستهدف صناعة الوقود الأحفوري أراضينا وأقاليمنا كمناطق تضحية لمواصلة استخراجها. إن الرأسمالية واقتصادها القائم على الاستخراج لن يؤدي إلا إلى إدامة المزيد من الضرر والدمار ضد الأرض ويجب أن ينتهي ذلك". في حين قال منتقدو التقرير إن منهجيته، التي اعتمدت على التحقيق في الصفقات التي أبلغت عنها شركات بيانات السوق المالية مثل "بلومبيرغ" و"ريفينيتيف"، تعني أن الباحثين ليس لديهم رؤية تفصيلية للتمويلات أو ما قد يمول.
وعلى وجه التحديد، فإن القروض المشتركة وإصدارات السندات وترتيبات الاكتتاب غالباً ما تشمل بنوكاً ذات مستويات متفاوتة من التعرض. وقال المنتقدون إن تمويل شركات الوقود الأحفوري لمشاريع التكنولوجيا الانتقالية لا يمكن تمييزه عن تمويل آبار النفط الجديدة.
وأكد المتحدثون الرسميون باسم "باركليز" و"بنك أوف أميركا" و"جيه بي مورغان تشيس" و"دويتشه بنك" و"سانتاندر" أن مؤسساتهم كانت تدعم تحول عملاء قطاع الطاقة نحو نماذج أعمال أكثر استدامة، فيما رفض بنك "ميزوهو" طلباً للتعليق من الصحيفة.