جمعية البنوك اليمنية - صنعاء بتاريخ: 2024/06/12
المصدر- اندبندنت عربية
ذكر البنك الدولي الثلاثاء أن أداء الاقتصاد الأميركي من المتوقع دفعه إلى رفع توقعاته للنمو العالمي خلال العام الحالي، لكنه حذر من أن الناتج سيظل أقل بكثير من مستويات ما قبل الجائحة حتى 2026.
وتقع البنك في أحدث تقارير آفاق الاقتصاد العالمي أن يتفادى العالم انخفاضاً ثالثاً على التوالي في نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي منذ قفزة كبيرة بعد الجائحة في 2021، وذلك مع استقرار معدل النمو في 2024 عند 2.6 في المئة من دون تغيير عن 2023.
والتوقعات الجديدة أعلى بنحو 0.2 في المئة من تقديرات البنك في يناير (كانون الثاني) الماضي، فيما يرجع إلى حد بعيد إلى قوة الطلب في الولايات المتحدة.
هبوط سلس
وقال نائب رئيس الخبراء الاقتصاديين بمجموعة البنك الدولي أيهان كوسى إلى "رويترز" إنه "يمكننا استشراف مسار نحو هبوط سلس"، مشيراً إلى أن أسعار الفائدة المرتفعة بحدة أدت إلى خفض التضخم من دون خسائر كبيرة في الوظائف أو أي اضطرابات أخرى في الولايات المتحدة أو الاقتصادات الكبرى.
وأضاف كوسى "تلك هي الأخبار الجيدة، أما الأخبار السيئة فهي أننا قد نظل عالقين في المسار البطيء".
وتوقع البنك أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.7 في المئة خلال العامين المقبلين، وهو أقل بكثير من المتوسط البالغ 3.1 في المئة في العقد السابق لجائحة (كوفيد-19).
ويتوقع أن تظل أسعار الفائدة في السنوات الثلاث المقبلة عند ما يعادل مثلي المتوسط في الفترة من 2000 إلى 2019، مما سيكبح النمو ويزيد من ضغوط الديون على دول الأسواق الناشئة المقترضة بالدولار.
وأوضح التقرير أن اقتصادات الدول التي تمثل 80 في المئة من سكان العالم وناتجه الإجمال ستنمو بوتيرة أقل مما كانت عليه قبل الجائحة حتى 2026.
سيناريو أسعار فائدة أعلى لفترة أطول
وقال رئيس الخبراء الاقتصاديين بمجموعة البنك الدولي إندرميت غيل "الآفاق بالنسبة إلى أفقر اقتصادات العالم مثيرة للقلق أكثر، إذ تواجه أعباء شديدة مستويات مؤلمة من خدمة الدين، فضلاً عن تقليص إمكانات التجارة وأحداث مناخية مكلفة"، مضيفاً أن "تلك البلدان ستواصل طلب المساعدة الدولية لتمويل حاجاتها".
ويتضمن التقرير تصوراً موازياً يضع في الحسبان سيناريو أسعار فائدة "أعلى لفترة أطول"، وفي هذا التصور يبقي التضخم المستمر في الاقتصادات المتقدمة أسعار الفائدة أعلى بنحو 40 نقطة أساس من توقعات خط الأساس للبنك الدولي، مما سيؤدي إلى تراجع النمو العالمي في 2025 إلى 2.4 في المئة.
الولايات المتحدة في وضع جيد
يشير التقرير إلى أن الطلب القوي في الولايات المتحدة وزيادة وتيرة التضخم عن المتوقع قلصا التوقعات بأن يخفض مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في وقت قريب، وذلك بينما يتغلب الاقتصاد الأميركي للعام الثاني على توقعات التباطؤ.
ويتوقع البنك الدولي حالياً نمو اقتصاد الولايات المتحدة بنحو 2.5 في المئة خلال العام الحالي، وهي وتيرة العام الماضي نفسها، إلا أنها أعلى كثيراً من توقعات يناير 2024 البالغة 1.6 في المئة.
وقال كوسى إن "التوقعات المعدلة للولايات المتحدة تقف وراء 80 في المئة تقريباً من التعديلات التي أدخلت على معدل النمو العالمي مقارنة بتقديرات يناير الماضي".
ورفع البنك الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني خلال العام الحالي إلى 4.8 في المئة من 4.5 في المئة في يناير 2024، ويرجع ذلك إلى حد بعيد لزيادة الصادرات التي عوضت ضعف الطلب المحلي.