بنوك أجنبية

  • شارك:

البنوك وشركات التكنولوجيا المالية تنضم لسباق العملات المستقرة


جمعية البنوك اليمنية - صنعاء     بتاريخ: 2025/03/12

 

يتسابق عدد من أكبر البنوك وشركات التكنولوجيا المالية في العالم على إطلاق عملاتها الرقمية المستقرة، بهدف الاستحواذ على حصة من سوق المدفوعات العابرة للحدود.

ومن المتوقع أن تعيد العملات المشفرة تشكيل سوق المدفوعات، ففي الشهر الماضي، أشار بنك أوف أمريكا إلى انفتاحه على إصدار عملته الخاصة، لينضم بذلك إلى مقدمي خدمات الدفع المعروفين مثل: «ستاندرد تشارترد» و«باي بال» و«ريفوليوت» و«سترايب»، وهي الجهات التي تستهدف مجال أعمال تهيمن عليه شركات عملات مشفرة مثل «تيثر» و«سيركل».

ويرجع هذا الحماس من جانب هذه الشركات إلى تزايد قبول الجهات التنظيمية في أنحاء العالم فكرة أن العملات المستقرة، المصممة للحفاظ على قيمة ثابتة محددة بدولار أمريكي واحد لكل عملة، قد تصبح جزءاً مقبولاً على نطاق واسع في النظام المالي.

وكان مما عزز هذا التحول، بعد العداء التنظيمي الذي لاقته عملة «ليبرا» المستقرة الخاصة بشركة «ميتا» قبل 6 أعوام، الترحيب الحار من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالعملات المشفرة.

وقال سايمون تايلور، الشريك المؤسس لشركة «11: إف إس» لاستشارات التكنولوجيا المالية إن «الأمر يتعلق بقيام أشخاص ببيع مجارف للحفر في حمى الذهب التي تشهدها العملات المشفرة»، وربط التوجه نحو تبني العملات المستقرة بالخوف من ضياع الفرصة.

وتابع: العامل الآخر وراء هذا التوجه وجود حجم حقيقي لهذه العملات، فيرغب المؤسسون في الحصول على حصة من هذه السوق بسبب علمهم أن الجهات التنظيمية ستعلن قواعد حاكمة للعملات المشفرة. وهكذا، تتضافر كل هذه العوامل معاً.

وعلى الرغم من أن العملات المستقرة لطالما كانت تستخدم تقليدياً في نقل الأموال بين مختلف العملات المشفرة، إلا أنها تشهد زيادة في شعبيتها في الأسواق الناشئة كونها بديلاً عن المصارف المحلية في الدفع، وخاصة في السلع، والزراعة، والشحن. وتعد العملات المستقرة نوعاً من الأموال الرقمية الخاصة التي تعمل كأنها احتياط فعلي لعملة سيادية، وغالباً ما تكون الدولار، ويسمح الدفع بالعملات الرقمية للشركات والمستهلكين بالوصول إلى العملات الصعبة خارج النظام المصرفي وبأسعار أرخص وبصورة فورية.

وتم إصدار عملات مستقرة بنحو 210 مليارات دولار على مستوى العالم، وطبعت شركة تيثر التي تتخذ من السلفادور مقراً لها ما يعادل 142 مليار دولار منها، وطبعت سيركل الأمريكية ما يعادل 57 مليار دولار، وذلك لعملتي USDT وUSDC على الترتيب.

وتستخدم شركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك هذه العملات للحصول على الأموال التي تجنيها بفضل بيع خدمات أقمار ستار لينك الصناعية في الأرجنتين ونيجيريا، فيما توفر سكيل إيه آي لقوتها العاملة الكبيرة من المتعاقدين الخارجيين خيار الحصول على رواتبهم عن طريق رموز رقمية.

وازدادت أحجام المعاملات إلى 710 مليارات دولار في الشهر الماضي مقابل 521 مليار دولار في الفترة نفسها قبل عام، وارتفع عدد عناوين العملات المستقرة إلى 35 مليوناً بزيادة قدرها 50% في الفترة نفسها، بحسب البيانات الصادرة عن «فيزا».

وتزداد ثقة المصارف الكبرى بالانخراط في هذه الصناعة مع توافر القواعد التنظيمية. ويناقش الساسة الأمريكيون مشاريع قوانين في الكونغرس لوضع معايير حاكمة للعملات المستقرة، ما يمنح المصارف والشركات والمستهلكين العاديين ثقة أكبر باستخدام هذه العملات رموزاً. وقال بريان مويناهان، الرئيس التنفيذي لبنك أوف أمريكا عن خطط إدارة ترامب المعلنة في نادي واشنطن الاقتصادي الشهر الماضي: سننخرط في هذه الأعمال إذا أصبحت قانونية.

وأعلن الاتحاد الأوروبي مجموعة قواعد في بداية العام على مشغلي العملات المستقرة في التكتل التزامها. وتعتزم الهيئة الرقابية المالية في المملكة المتحدة التشاور مع السوق في هذا الصدد في العام الجاري. وأفاد مصرف ستاندرد تشارترد الشهر الماضي، بأنه سيقود مشروعاً لإطلاق عملة مستقرة مدعومة بعملة دولار كونغ، بموجب القواعد التنظيمية الجديدة المرتقب إعلانها في الإقليم.

وتأكيداً للزخم الذي تشهده هذه السوق، أنجزت مجموعة سترايب الأمريكية الشهر الماضي أكبر عمليات استحواذ لها في تاريخها، بشراء منصة بريدج للعملات المستقرة بقيمة 1.1 مليار دولار.

وقال جون كوليسون، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لدى الشركة: تعد العملات المستقرة وسلاسل الكتل الأكثر حداثة أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لعالم المدفوعات، وهو ما يشكل أعمالنا. وعالجت شركة التكنولوجيا المالية التي تبلغ قيمتها 91.5 مليار دولار، مدفوعات بقيمة 1.4 تريليون دولار العام الماضي.

وتعتزم «باي بال»، التي توجد لديها عملة مستقرة باسم PYUSD مربوطة بالدولار، إطلاق خدمات المدفوعات على نطاق أوسع في سنة 2025، وترجح أن يكون الإقبال على الخدمة قوياً بين الشركات الأمريكية التي تدفع لمورديها في الخارج على وجه الخصوص.

وفي الشهر الماضي، كتب سيباستيان سيمياتكوسكي، الرئيس التنفيذي لشركة كلارنا المختصة بالبيع بنظام الدفع اللاحق، في منصة إكس للتواصل الاجتماعي: حسناً، أعلن استسلامي. ستعتمد كلارنا العملات المشفرة. وسنعلن المزيد في هذا الصدد تباعاً. نحن آخر كبرى شركات التكنولوجيا المالية اعتماداً لهذه العملات على مستوى العالم، ولا بد من أن يكون هناك شخص أخير، وهو إنجاز من نوع ما.

وعلى الرغم من ذلك، تواجه الأطراف الجديدة الوافدة معركة شاقة لترسيخ نفسها في السوق. فقد عالجت «باي بال» مدفوعات بقيمة 163 مليون دولار فقط هذا الشهر مقارنة بمعالجة تيثر ما يزيد على 131 مليار دولار، بحسب بيانات« فيزا».

ولفتت« فيزا»، إلى وجود 122 مليون معاملة الشهر الماضي على مستوى العالم باستخدام العملات المستقرة. وعلى الرغم من ذلك، أشارت الشركة إلى معالجة 829 مليون معاملة يومياً في المتوسط بوساطة شبكة بطاقات الائتمان لديها.

وقال مارتن ميجنوت، الشريك لدى إندكس فنتشرز والمستثمر في بريدج، إن العملات المستقرة جذابة في أسواق تفتقر إلى بنية تحتية قوية أو سيولة كبيرة ولديها الكثير من الأخطار المرتبطة بالعملات. ومع ذلك، يعتقد ميجنوت بأن حالات استخدام العملات المستقرة ليست واضحة بالقدر الكافي في الأسواق الغربية.

كما حذّر محللون من أن الأسواق من غير المُرجح أن تستطيع الحفاظ على عشرات العملات، مع بدء المستخدمين تمحيص جودة الشركات التي تصدرها.

وأشار تايلور من شركة 11: إف إس، إلى أن العملات المستقرة ليست مثلها مثل النقد، ولكنها بديلة عنه، لافتاً إلى أنها تبرز أخطار الائتمان التي تواجه الشركة، إضافة إلى قدرتها على إدارة الأخطار التشغيلية ذات الصلة بإدارة العملة المستقرة. وأضاف: في واقع الأمر، فإن ما تخبرك به العلامة التجارية للعملة المستقرة هو ماهية الشركة المصدرة. لذلك، بما أن الجهة المُصدرة مؤسسة، توجد لديك أخطار ائتمانية، وهو ما لا تواجهه مع الدولار.

المصدر- البيان

جمعية البنوك اليمنية   جمعية البنوك اليمنية

رابط مختصر:
UP