جمعية البنوك اليمنية - صنعاء بتاريخ: 2025/04/22
حذر المسؤول بإدارة الشؤون المالية في صندوق النقد الدولي فايزان كيسات، من "مخاطر ارتفاع الدين العالمي، الذي بلغ متوسط نصيب الفرد منه نحو 12.5 ألف دولار لكل شخص في العالم، أو بما يُقدّر بنحو 95% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024". وتوقع كيسات، في ندوة بعنوان "الديون المعرضة للخطر" خلال اجتماعات الربيع التي يعقدها صندوق النقد والبنك الدولي في العاصمة الأميركية واشنطن، والتي انطلقت مساء الاثنين، الاستمرار في الارتفاع إلى أن يصل إلى 100% بحلول نهاية العقد الحالي، مع مخاوف من حالة عدم اليقين الحالية في العالم؛ بسبب الرسوم الجمركية ونذر الحرب التجارية.
وأشار إلى أنّ الديون المعرضة للخطر في الاقتصادات الناشئة والنامية، تتجاوز 95% من الناتج المحلي الإجمالي، موضحاً أنّ عدم اليقين الاقتصادي والسياسي محرك أكبر للمخاطر في هذه الاقتصادات.
مخاوف الاستقرار المالي وسط ثورة الذكاء الاصطناعي
وشهدت فعاليات اليوم الأول لاجتماعات الربيع، أمس الاثنين، عقد المؤتمر الثاني المشترك بين صندوق النقد الدولي والمنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية (IOSCO) حول التمويل القائم على السوق، وناقشت اتجاهات الذكاء الاصطناعي وتداعياته على الاستقرار المالي.
وقالت النائب الأول للمدير العام لصندوق النقد الدولي غيتا غوبيناث، إنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي الحديث، والإنجازات المرتبطة به، يمتلك القدرة على إحداث تغيير جذري في أداء أسواق رأس المال، من خلال أتمتة العمليات بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات المعقدة غير المنظمة، بالإضافة إلى الاستخدام الأوسع والأكثر فعالية للتداول الخوارزمي واستراتيجيات التداول والاستثمار المبتكرة، إضافة إلى تحليل السوق، وتقييم المخاطر، وتفاعل العملاء من خلال عمليات محاكاة متطورة.
لكن غوبيناث أشارت من ناحية أخرى، إلى أنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي يثير مخاوف بشأن الاستقرار المالي، وسلامة البيانات، واحتمال إساءة استخدامه للتلاعب بالسوق، فضلاً عن الآثار الأخلاقية للمحتوى الناتج من الذكاء الاصطناعي.
وتعلن المديرة العامة لصندوق النقد، كريستالينا غورغييفا، خلال المؤتمر الصحافي لافتتاح الفعاليات رسمياً، اليوم الثلاثاء، إصدار تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، الذي يقدم تحليلاً شاملاً للوضع العالمي اقتصادياً، بما في ذلك توقعات النمو والتضخم ومؤشرات الاقتصاد الكلي الرئيسية.
كذلك يعقد الصندوق مؤتمراً صحافياً آخر بعنوان الاستقرار المالى العالمي، ويقدم تقرير الاستقرار المالي العالمي، الذي يتناول تمويل الأسواق الناشئة، ويركّز على ظروف السوق الحالية، مسلّطاً الضوء على القضايا التي قد تشكّل خطراً على الاستقرار المالي واستدامة وصول مقترضي الأسواق الناشئة إلى الأسواق. كذلك تشهد الفعاليات مناقشة للآثار العالمية لشيخوخة السكان.
وقالت غورغييفا، الأسبوع الماضي، إن تصاعد التوترات التجارية، والتحولات الجذرية في نظام التجارة العالمي، سيؤدي إلى "تخفيضات ملحوظة للتوقعات الاقتصادية للصندوق، لكن من غير المرجح أن يصل الأمر إلى حد ركود عالمي". وأكدت غورغييفا أنّ الاقتصاد الحقيقي العالمي لا يزال يعمل بصورة جيدة، لكنها حذرت من أنّ التوقعات السلبية المتزايدة بشأن الاضطرابات التجارية والمخاوف من الركود، قد تؤدي إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي.
ومن المتوقع أن تهيمن الرسوم الجمركية على المحادثات بدلاً من تنسيق السياسات بشأن تغير المناخ والتضخم والدعم المالي لأوكرانيا في حربها مع روسيا. وستركز المحادثات على السبل الممكنة لتجاوز أو تخفيف وطأة الرسوم الجمركية الأميركية. وقال المدير الأول لمركز الجغرافيا الاقتصادية التابع للمجلس الأطلسي جوش ليبسكي، لوكالة رويترز، إنّ "الحروب التجارية ستهيمن على (اجتماعات) الأسبوع، وكذلك المفاوضات الثنائية التي تسعى كل دولة تقريبا لإجرائها بطريقة أو بأخرى... ولذلك ستكون اجتماعات الربيع هذه المرة مختلفة، إذ ستهيمن عليها قضية واحدة فقط".\
وتشهد الاجتماعات، بعد غد الخميس، مؤتمراً صحافياً لإدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، يناقش آفاق النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط وآسيا الوسطي، ويوم الجمعة تشهد الاجتماعات فعالية لمناقشة إعادة الإعمار في لبنان وسورية بعنوان "منتدى سياسات المجتمع المدني: إعادة البناء بشكل أفضل.. الطريق نحو إعادة إعمار شاملة ومستدامة وتحويلية في لبنان وسورية".
وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير المساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عبد الله الدردري، يوم الجمعة الماضي، إنّ مسؤولين سيناقشون خطوات رئيسية لاستئناف صندوق النقد والبنك الدوليين دعم سورية خلال اجتماعات الربيع. وأضاف في دمشق أنّ اجتماعاً بشأن سورية تستضيفه الحكومة السعودية والبنك الدولي، سينعقد على هامش الاجتماعات السنوية للمؤسستين الماليتين الدوليتين في واشنطن.
المصدر- العربي الجديد