تقارير ودراسات

  • شارك:

عملات آسيا تكتسب زخما بفعل ضعف الدولار يستدعي تدخلا من البنوك المركزية


جمعية البنوك اليمنية - صنعاء     بتاريخ: 2025/05/05

 

تشهد بعض العملات الآسيوية صعودا قويا مدفوعا بضعف الدولار الأمريكي، لتسجل مستويات قياسية نادرة، ويستدعي تدخلا مباشرا من البنوك المركزية للحد من المكاسب المفرطة.

باعت "سلطة النقد في هونج كونج" يوم الجمعة، مبلغا قياسيا من الدولارات المحلية للحؤول دون ارتفاع العملة، ولحماية ربطها بنظيرتها الأمريكية الممتدة منذ 42 عاما، كما تدخل البنك المركزي في تايوان بعد أن شهدت عملته أقوى صعود لها منذ 1988، وقفز اليوان الصيني المتداول خارج الصين إلى أقوى مستوياته منذ نوفمبر.

تعكس هذه التقلبات كيف يمكن أن تؤدي عمليات الهروب من العملة العالمية إلى ارتدادات عميقة في الأسواق المالية، في ظل سياسات الرسوم الجمركية المتقلبة التي تثير المخاوف من ركود اقتصادي في أمريكا، وأصبح المضاربون الأسبوع الماضي أكثر تشاؤما حيال الدولار من أي وقت منذ سبتمبر، ما يشير إلى تزايد تردد المستثمرين في الاحتفاظ بالأصول الأمريكية.

تستفيد عملات آسيوية مثل الين واليوان من مزيج من عمليات إعادة الأموال إلى الوطن، واعتبارها استثمارات بديلة، في ظل موجة بيع الأصول الأمريكية، ويبدو أن هذه الاستراتيجية لا تزال قائمة، حتى مع ظهور مؤشرات على تليين المواقف بين الطرفين الرئيسيين في الحرب التجارية، حيث قالت بكين إنها تقيّم إمكانية إجراء محادثات مع أمريكا.

وقال براد بيكتل، رئيس التداول العالمي في العملات الأجنبية لدى "جيفريز" إن "المخرج الطبيعي من هذا التوتر التجاري يكمن في انكماش الدولار"، مضيفا "لذلك قد يكون من المنطقي أن نستعد لمزيد من التراجع في الدولار مقابل العملات الآسيوية".

أسواق الصرف تشهد تقلبات عنيفة

شهدت سوق العملات الأجنبية الآسيوية تقلبات حادة يوم الجمعة، حيث قفز مؤشر "بلومبرغ" لعملات المنطقة بأعلى نسبة منذ 2022، في حين أغلق مؤشر العوائد في أسواق العملات الناشئة عند أعلى مستوى على الإطلاق.

قد تؤدي قوة العملات في الأسواق الناشئة إلى جذب تدفقات أجنبية وجعل الواردات أرخص، لكنها قد تضر بالمصدرين عبر تقليص القدرة التنافسية لسلعهم في الأسواق العالمية، وتصدرت العملة التايوانية المكاسب في آسيا الجمعة بارتفاع 3%، وسط تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى سوق الأسهم المحلية، في ظل توقعات باستمرار الطلب الأمريكي القوي على أشباه الموصلات المنتجة في الجزيرة.

تسارعت مكاسب العملة مع قيام المصدرين المحليين ببيع الدولار بشكل محموم، وسط رهانات على استمرار انخفاضه، بحسب ما أفاد به متداولون، دفع هذا الارتفاع السريع المركزي التايواني إلى إصدار بيان قال فيه إنه "تدخل في السوق في الوقت المناسب" لضبط تحركات الأسعار، وفي سوق الخيارات، أصبح المتداولون الأكثر تفاؤلاً تجاه عملة تايوان منذ 2008.

تخلي المصدرين الآسيويين عن الدولار

على غرار نظرائهم في تايوان، لم يعد المصدّرون الصينيون يرون في الدولار أو في سندات الخزانة الأميركية ملاذاً آمناً وسط تصاعد التوترات التجارية، وأظهر استطلاع أجرته "بلومبرغ" أنهم باتوا يفضلون الاحتفاظ باليوان بدلاً من تكديس الدولارات.

كتب محللو "جولدمان ساكس"، بقيادة كاماكشيا تريفيدي "مع تعرض الدولار لضغوط، وزيادة احتمالات خفض الفائدة في ظل ارتفاع مخاطر الركود في أمريكا، فإن ميزان المخاطر والعوائد للاحتفاظ بودائع بالدولار أصبح مختلفاً تماماً بالنسبة للمصدرين الآسيويين"، وأضافوا أن عملات مثل اليوان، والدولار التايواني، والرينغيت الماليزي مرشحة لمزيد من الارتفاع.

كما صعدت عملة هونغ كونغ يوم الجمعة إلى أقوى مستوى مسموح به ضمن نطاق تداولها البالغ 7.75 إلى 7.85 مقابل الدولار الأميركي، وأجبر ذلك المصرف المركزي للمدينة على شراء 46.5 مليار دولار هونغ كونغ (6 مليارات دولار) لإضعاف سعر الصرف، وهو أكبر تدخل مسجّل من نوعه.

في أماكن أخرى من آسيا، قفز كل من الوون الكوري الجنوبي، والرينغيت الماليزي، والبات التايلاندي بنسبة تفوق 1%. وكانت الأسواق الصينية الداخلية مغلقة للعطلات، وستُستأنف التداولات يوم الثلاثاء.

المخاوف من التضخم والركود تحرك الأسواق

كما أن إعادة تخصيص الأموال من الدولار إلى العملات الآسيوية كانت عاملاً دافعاً وراء ارتفاع هذه العملات. فالشهر الماضي، تراجع الدولار بالتوازي مع انخفاض سندات الخزانة طويلة الأجل والأسهم الأمريكية، وسط قلق من أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب قد تغذي التضخم المحلي، وتضر الاقتصاد، وتمنع الاحتياطي الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة.

وتكثفت عمليات شراء العملات الآسيوية يوم الجمعة على خلفية الآمال بأن تشهد العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم تحسناً. ويأتي ذلك بعد أن قالت وزارة التجارة الصينية إنها لاحظت تكرار تعبير مسؤولين أميركيين كبار عن استعدادهم للحوار مع بكين بشأن الرسوم.

التشاؤم حيال الدولار مستمر

رغم صدور بيانات وظائف أميركية أقوى من المتوقع يوم الجمعة، لا تزال "وول ستريت" تتوقع استمرار القلق بشأن الدولار، وقالت مجموعة "جولدمان ساكس" إن تقرير التوظيف "كان انعكاساً لما كان يمكن أن يحدث، وليس مؤشراً على ما سيحدث".

كتب استراتيجيون في "مورجان ستانلي" : "نتوقع هبوط الدولار مع تصاعد منحنى العائد الأمريكي، واستمرار المستثمرين في التحوط للاستثمارات"، وتتوقع الشركة ارتفاع اليورو والين.

 

الاقتصادية

جمعية البنوك اليمنية   جمعية البنوك اليمنية

رابط مختصر:
UP