جمعية البنوك اليمنية - صنعاء بتاريخ: 2025/08/08
بات الذهب في قلب استراتيجيات البنوك المركزية لتقليل الاعتماد على الدولار ومواجهة الاضطرابات التجارية، وفي مقدمة هذا التوجّه، يواصل بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) شراء الذهب للشهر التاسع على التوالي، بحسب بيانات رسمية صدرت الخميس، ما يؤكد تصميم بكين على تنويع احتياطياتها وتقليص تعرضها للأصول المقومة بالدولار.
وارتفعت حيازات البنك من الذهب إلى 73.96 مليون أوقية بنهاية يوليو/تموز، مقارنة مع 73.9 مليوناً في يونيو/حزيران، بقيمة إجمالية بلغت 243.99 مليار دولار، ارتفاعاً من 242.93 مليار دولار في الشهر السابق، ومنذ استئناف الشراء في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، زادت مشتريات البنك بنحو 36 طناً، في المقابل، تراجعت احتياطيات الصين من النقد الأجنبي لأول مرة منذ سبعة أشهر إلى 3.292 تريليونات دولار، في إشارة إلى تحول استراتيجي نحو الذهب باعتباره أصلاً أكثر أماناً في مواجهة تقلبات سوق العملات العالمية.
ودفعت سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التصعيدية إلى إبقاء الذهب في الواجهة "أداةً دفاعية للمستثمرين"، بحسب تعبير كبير محللي السوق لدى "كيه سي إم ترايد" تيم ووترر، لكن دعم الذهب لا يأتي فقط من التوترات التجارية، بل أيضاً من العوامل النقدية في الولايات المتحدة، فقد أظهرت بيانات سوق العمل الأميركي أخيرا مؤشرات ضعف مفاجئة، ما زاد من توقعات خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لسعر الفائدة في سبتمبر/أيلول المقبل، فيما تُظهر أداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي إم إي" أن الأسواق تتوقع بنسبة 95% خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
كما أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، إلى احتمال اضطرار المجلس إلى خفض أسعار الفائدة قريباً استجابة لتباطؤ الاقتصاد الأميركي، ما يعزز جاذبية الذهب الذي يتألق تقليدياً في بيئة فائدة منخفضة.
والصين ليست وحدها في هذا المسار، ففي النصف الأول من عام 2025، اشترت المصارف المركزية حول العالم أكثر من 500 طن من الذهب، في واحد من أعلى المعدلات نصف السنوية منذ 2019، وفق بيانات "مجلس الذهب العالمي"، ومن بين المشترين الكبار أيضاً البنك المركزي التركي وبنك الاحتياطي الهندي، ويفسّر خبراء هذه التحركات على أنها جزء من توجه عالمي لفك الارتباط بالدولار تدريجياً، بخاصة في ظل استخدامه المتكرر بوصفه سلاحاً اقتصادياً في النزاعات الجيوسياسية.
العربي الجديد