مقابلات ومقالات

  • شارك:

المدير التنفيذي لكاك بنك الإسلامي عادل الكبسي: أذون الخزانة أعاقت التنمية في البلاد!!


جمعية البنوك اليمنية - صنعاء     بتاريخ: 2019/06/23

 

أكد عادل محمد الكبسي, المدير التنفيذي لكاك بنك الإسلامي, أن أذون الخزانة أعاقت التنمية في البلاد, وقال بأنها تعتبر المصيبة الأولى على البلاد؛ كونها أعاقت البنوك عن تحقيق أهدافها الأساسية.وتطرق  في حوار مع موقع جمعية البنوك اليمنية إلى العديد من المسائل المتعلقة بالصيرفة الإسلامية في اليمن والتحديات, التي تواجه القطاع المصرفي اليمني, في ظل الظروف الصعبة, التي تمر بها البلاد.

إلى الحوار

- بداية نود أن تعطينا نبذة عن الصيرفة الإسلامية في اليمن؟

الصيرفة الإسلامية في اليمن تعد حديثة العهد مقارنة بالدول الأخرى, إذ بدأت في 1995م, وأول بنك إسلامي في اليمن هو البنك الإسلامي اليمني, ثم بنك التضامن ثم بنك سبأ الإسلامي, وهذه بنوك إسلامية خاصة, وعندما بدأت هذه البنوك اتجه الكثير من العملاء للتعامل معها, حتى وصل بنك التضامن إلى مصاف البنوك الإسلامية الأولى من حيث حجم الودائع وحجم الأصول فيه, وتعدى حجم الودائع فيه الـ100 مليار ريال خلال العشر السنوات الماضية, وهذا دليل على أن هناك اتجاه لدى المتعاملين مع القطاع المصرفي بأنهم يحبذون التعامل مع الصيرفة الإسلامية.

- كيف تعامل البنك المركزي مع الصيرفة الإسلامية؟
البنك المركزي تقبل هذه الفكرة, بل ووسعها إلى أن بدأ بالموافقة على فتح فروع إسلامية للبنوك التقليدية, وكانت البنوك التقليدية تود في البداية فتح نوافذ إسلامية إلا أن البنك المركزي رفض ذلك نظرا لارتباط الأموال والمعاملات مع البنك التقليدي, واشترط بأن تكون فروعا مستقلة, في سيرفراتها وأنظمتها ورأسمالها, وأن تكون إدارتها تابعة لرئيس مجلس الإدارة, وكأنها بنوك مستقلة؛ فنجحت الفكرة واتجهت البنوك التقليدية إلى فتح فروع إسلامية, وكان السباق كاك بنك وبنك اليمن والكويت والبنك اليمني للإنشاء والتعمير, ولم تفتح من البنوك التقليدية فروعا إسلامية سوى البنك التجاري اليمني وبنك اليمن الدولي.وبالنسبة لكاك بنك الإسلامي يعتبر البنك الأول والوحيد, الذي تمتلكه الدولة, أما بقية البنوك فهي خاصة ما عدا البنك اليمني للإنشاء والتعمير فهو بنك مختلط.

- كيف ترون مؤشرات نجاح الصيرفة الإسلامية في اليمن؟
من خلال المؤشرات خلال الـ15 سنة الماضية فإن البنوك الإسلامية غلبت البنوك التقليدية, ولولا الظروف السيئة السياسية والاقتصادية, التي أحاطت بالبلاد منذ 2008م وما بعدها لكان وضع البنوك الإسلامية اليوم قد فاق مجموع البنوك التقليدية, وربما تحولت البنوك التقليدية إلى بنوك إسلامية؛ نتيجة النجاح, الذي حققته هذه البنوك الإسلامية.
- ما هو سبب اندفاع المواطن نحو الصيرفة الإسلامية بشكل ملحوظ؟
اندفع المواطن للصيرفة الإسلامية نظرا لأن الثقافة الدينية في اليمن متعمقة أكثر من أي بلد آخر؛ حيث وجدوا فيها الصيغة الإسلامية الحلال بينما في البنوك التقليدية تعمل بالتعاملات الربوية.

- منذ متى بدأ القطاع المصرفي يواجه التحديات والمعوقات؟
القطاع المصرفي يواجه التحديات منذ وقت مبكر قبل الحرب العسكرية, وقد دعينا إلى دبي لاجتماع, حيث  أبلغنا كومرز بنك بأن هناك ضغوطات من الفيدرالية الأمريكية بأن يغلقون التعامل مع البنوك اليمنية, ولكن برغم ذلك صمد القطاع المصرفي اليمني, وتجاوز حجم النمو في القطاع المصرفي حتى 2019م أكثر من80 مليار ريال زيادة في حجم الإيداع, وهذا يعني أن هناك تدفقات نقدية وإيداع في البنوك من خارج القطاعات المصرفية, وهذا دليل على أن القطاع المصرفي قائم وما يزال صامدا.
- هل يلم المجتمع اليمني بثقافة الصيرفة الإسلامية؟الثقافة المصرفية في بلادنا لم تتجاوز نسبة 5% من حجم السكان, وهناك إحصائية موجودة في البنك المركزي ووزارة الإحصاء تؤكد أن إجمالي عدد الحسابات المفتوحة في البنوك بشقيها الإسلامية والتقليدية لم تتجاوز مليون وخمسمائة ألف حساب, بما فيها الحسابات المتكررة؛ فهناك أشخاص وشركات تفتح حسابات في أكثر من بنك, فبالتالي الثقافة المصرفية في اليمن لازالت حديثة العهد لو قارناها بالبلدان النامية الأخرى, ونأمل أن يتسع الوعي المصرفي لدى عامة المواطنين.

- وماذا عن ثقافة الأتمتة في بلادنا؟
نلاحظ مؤخرا توسع ثقافة الأتمتة في المجتمع وتقبلهم لذلك فهناك انتشار واسع للريالات الإلكترونية, سواء من كاك موني أو إم فلوس أو محفظتي وغيرها الكثير؛ فالناس تأتمتت بسرعة وتأقلمت مع هذا التوجه الجديد على الساحة المصرفية اليمنية.
- هناك من ينتقد البنوك الإسلامية لأنها تعمل في مجال المرابحة فقط.. ما هو ردكم على هذا الانتقاد؟- المرابحة واحدة من 20 – 30 نوعا من الخدمات المصرفية, التي تقدمها الصيرفة الإسلامية اليمنية, وربما يرجع ذلك لأن الثقافة عند المثقفين المصرفيين لا توجد إلا المرابحة, بينما يوجد المرابحة والمشاركة والسلم والحسابات والودائع بمختلف أنواعها والاعتمادات والضمانات, وكل ما يوجد في البنوك التقليدية يوجد في البنوك الإسلامية ما عدا القروض الربوية فلا توجد في البنوك الإسلامية, بل القانون أتاح للبنوك الإسلامية التعامل مع العملاء أكثر من البنوك التقليدية, فالبنوك الإسلامية تستطيع أن تشارك التاجر والدخول في مشاريع تنموية متعددة, بينما في البنوك التقليدية يحرم عليها هذا الشيء, ويقتصر تعاملها في الأوراق المالية والتجارية ومنح القروض النقدية.
- هل لكم أن تعطونا نبذة عن كاك بنك الإسلامي؟

كاك بنك الإسلامي حديث العهد, أنشئ في عام 2010م , في وقت وظروف اقتصادية سيئة بسبب ما سمي بالربيع العربي, وهو بنك إسلامي حكومي, وبرغم الظروف, التي مرت بها البلاد خلال العشر سنوات الماضية إلا أنه أصبح ينافس ثالث بنك إسلامي في الساحة المصرفية, وأنا اعتبر بنك التضامن الإسلامي الأول وبعده بنك سبأ وبعده مصرف اليمن البحرين الشامل, الذي وصل مجموع ودائعه وأصوله إلى 33 مليار ريال وكاك بنك الإسلامي بلغ إجمالي الودائع لديه 31 مليار  ريال, ونطمح أن يكون الرائد في السوق اليمنية وفي الصيرفة الإسلامية في اليمن.

- ما هو سبب نجاح كاك بنك الإسلامي خلال فترة وجيزة من إنشائه؟
نجاح أي مشروع يكمن أولا في الكادر الوظيفي  المدرب والمؤهل, ولكون كاك بنك الإسلامي بنك حكومي ونسبة الأمان فيه أكبر من البنوك الخاصة؛ لأن الدولة هي من تضمن ودائع المتعاملين مع البنوك الحكومية, كما أن كاك بنك الإسلامي سعى منذ إنشائه  إلى التمويلات التنموية أكثر من أي بنك خاص, وقد قدم البنك قروضا بأكثر من مليار ريال خلال الثلاث سنوات الماضية؛ حتى أنه فاق ما قدمه كاك بنك التقليدي وبقية البنوك الأخرى, وخاصة في جانب الطاقة الشمسية, وفي برنامج الغلة الرمضاني, الذي يقدمه البنك كل عام, وقد أكد ذلك وزير الزراعة حيث قال إن كاك بنك الإسلامي نافذة وزارة الزراعة .

- هل بنك التسليف التعاوني والزراعي مرتبط بوزارة الزراعة؟
مرتبط اسما فقط, أما أن وزارة الزراعة تدعم البنك فلا يوجد أي دور لها, وإنما كان لها دور بسيط في السابق؛ حيث كانت تقدم دعما بسيطا للقطاع الزراعي عبر كاك بنك التقليدي, أما عبر كاك بنك الإسلامي فلا يوجد مطلقا.

- ما هي محافظ كاك بنك الإسلامي التنموية؟
عمل كاك بنك الإسلامي على تنويع محافظه التنموية, ولم يقتصر على محفظة واحدة, وكان له دور كبير في الجنوب في إنشاء مدينة إنماء السكنية, وهي مدينة كبيرة ومشهورة في محافظة عدن؛ فكاك بنك الإسلامي كانت له تدخلات في التنمية والمدن السكنية والقطاع الزراعي بشكل كبير, فلم يقتصر على محفظة معينة.
- هل توجد ديون متعثرة لدى المتعاملين مع كاك بنك الإسلامي؟
لا توجد مطلقا ديون متعثرة أو متأخرات عند المتعاملين مع البنك, إذ تكاد نسبة سداد التمويلات  تكون 99.9%.

- ما هي المشاريع المستقبلية, التي ينوي كاك بنك الإسلامي الدخول فيها؟
لدى كاك بنك الإسلامي خطة للدخول في بعض المشاريع التنموية, مثل إنشاء مصنع للبيبات السوداء الزراعية, وقد أعد البنك خطة لهذا المشروع, أيضا لدى البنك خطة لإنشاء مصانع أخرى ومدن واستصلاح أراض زراعية, وهذه مشاريع استثمارية ينفذها البنك وليست قروضا لجهات أخرى, وتعود فوائد هذه المشاريع على المواطن والوطن وتعود أرباحها على كاك بنك الإسلامي.
- ماذا عن الصكوك الإسلامية في اليمن؟
كانت هناك صكوك إسلامية قبل عام 2017م , وتجاوزت الـ100 مليار ريال, وكان يتم استيراد النفط للبلاد عن طريق العقود والصكوك الإسلامية, وهي صكوك موافق عليها من الهيئات الشرعية للبنوك الإسلامية ومن البنك المركزي.

- كيف أثرت أذون الخزانة على التنمية وحدت من عمل البنوك؟
أذون الخزانة أعاقت التنمية في البلاد, فأينما وجدت أذون الخزانة تنعكس سلبا على تنمية البلاد, وتعتبر المصيبة الأولى على البلاد؛ حيث أعاقت البنوك عن تحقيق أهدافها الأساسية, ولو لم توجد أذون خزانة في بلادنا؛ لكان دور البنوك فعال في التنمية, ولوجدنا القروض والتسهيلات من البنوك تقدم للجميع بكل يسر وسهولة؛ فالبنوك قبلما توجد أذون الخزانة كانت تستثمر أموالها بمنح تمويلات للشركات والأفراد بنسبة متدنية؛ فازدهرت البلاد وتم إنشاء الكثير من المشاريع الاستثمارية, ولكن عندما وجدت أذون الخزانة انحرفت البنوك عن أهدافها الأساسية, واستثمرت أموالها في أذون الخزانة, التي كانت تعطي فائدة مرتفعة وصلت في سنة من السنوات إلى أكثر من 28% ؛ فأقبلت البنوك للاستثمار فيها؛ كون نسبة المخاطرة فيها 0% مقارنة بما لو قدمت هذه البنوك تمويلات للشركات والأفراد, ومن ثم تدخل في مشاكل السداد وتشتكي من الديون المتعثرة, بل إن البنوك الأجنبية, التي لها فروع في اليمن كانت تستورد الفلوس من الخارج وتستثمرها في أذون الخزانة فأضرت باقتصاد البلاد بشكل كبير.

- كيف تلمسون تعاون جمعية البنوك مع القطاع المصرفي؟
جمعية البنوك بحكم بقائي في العمل المصرفي منذ 1998م  هي تواكب كل ما هو متطور في الخارج وتعكسه, سواء على البنوك التقليدية أو البنوك الإسلامية, وتحاول حل المشاكل, التي تواجه البنوك, سواء من التعسفات غير القانونية من الجهات الحكومية أو أي جهة أخرى فنقدم الشكر الجزيل لقيادة الجمعية لتفاعلها مع جميع البنوك العاملة في الساحة المصرفية اليمنية.
جمعية البنوك اليمنية   جمعية البنوك اليمنية

رابط مختصر:
UP