مقابلات ومقالات
الرئيس التنفيذي لمصرف الريان المملكة المتحدة: التمويل الإسلامي يعزز مكانة بريطانيا كمركز مالي عالمي
جمعية البنوك اليمنية - صنعاء بتاريخ: 2020/06/28
أحمد فضلي- لوسيل نوه بيتر هورتون الرئيس التنفيذي لمصرف الريان في المملكة المتحدة الى التطور السريع لسوق التمويل الإسلامي في المملكة المتحدة والمواءمة الوثيقة بين مبادئ التنظيمية والرقابية من جهة مع الخدمات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، من جهة اخرى.
وقال هورتون في حديث نشرته مجلة ذو بانكر ان التمويل الإسلامي يساهم في تعزيز مكانة المملكة المتحدة كمركز مالي عالمي، مشيرا في ذات الاطار الى إجمالي أصول المؤسسات المالية المصرفية التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها والتي تقدم خدمات التمويل الإسلامي يتجاوز حالياً مستوى 5 مليارات دولار، مشددا في ذات السياق على ان المملكة المتحدة برزت كمصدر مهم للتمويل لمجموعة متنوعة واسعة من مشاريع البنية التحتية وتوسع مجموعة الموارد لتلبية الاحتياجات الاستثمارية الهائلة للبنية التحتية في جميع أنحاء العالم.
أداء المصرف
وشدد بيتر هورتون على توفر مجموعة من الفرص كبيرة لقطاع التمويل الاسلامي لمواصلة النمو أكثر من المستوى المسجل، وفي حديثه عن اداء مصرف الريان في المملكة المتحدة والتابع لمصرف الريان القطري، قال انه في عام 2018 أصبح مصرف الريان أول بنك في العالم يصدر صكوكًا عامة استرلينيًا في بلد غير مسلم، وقد تم توريق نحو 250 مليون جنيه استرليني بما يعادل 305 ملايين دولار والذي ادرج في لندن بشكل كبير، موضحا ان تلك العمليات تعكس الطلب القوي على أدوات التمويل الإسلامية الموجودة في السوق، خاصة مع تحسن الوعي وفهم اسس التمويل الإسلامي.
ودعا الرئيس التنفيذي لمصرف الريان في المملكة المتحدة الى ان تولي الحكومة هنا اهمية لمجال التمويل الاسلامي، مضيفا في حديثه لمجلة ذو بانكر «من الضروري أن تدعم الحكومة هذا القطاع وتواصل عمليات تنظيم ساحة العمل لمؤسسات التمويل الإسلامي، وكمثال على ذلك يجري العمل على برنامج التمويل المؤقت لبنك إنجلترا مع حوافز إضافية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم. يتمثل أساس هذا الإجراء في أنه سيساعد البنوك وقطاعات البناء على تقديم ائتمان ميسر التكلفة للشركات والأسر خلال أي فترة من فترات الاضطراب الاقتصادي.».
تأهيل البنوك
وأوضح الرئيس التنفيذي لمصرف الريان في المملكة المتحدة انه لكي تكون البنوك مؤهلة لهذا البرنامج يجب عليها أن تكون مشاركة في الإطار النقدي الاسترليني لبنك إنجلترا، والذي لا يتوافق حاليًا مع مبادئ التمويل الإسلامي، حيث يحظر هذا الشرط حاليًا البنوك الإسلامية مثل مصرف الريان من القدرة على الاستفادة من المخطط لتقديم الدعم الذي تحتاجه بشدة الأسر والعائلات.
وعن الاليات التي يجب للمصارف والبنوك المتوافقة مع الشريعة الإسلامية أن تميز نفسها بها عندما يتعلق الأمر بدعم عملائها خلال ما يمر به الاقتصاد العالمي واقتصاد المملكة المتحدة من تحديات نتيجة الاوضاع الحالية، قال هورتون انه من المهم للبنوك الاسلامية مثل بنك الريان أن توضح اعمالها لفائدة عملائها وتروج لها حتى في مثل هذه الأوقات فعندما تكون الشفافية متاحة فهي المفتاح للنجاح، وتابع قائلا «نحن نرى ان دورنا يكمن في الحفاظ على احساسنا القوي بالالتزام الاجتماعي، وهذا يجب أن يثبت ليس فقط على المستوى التشغيلي، ولكن أيضًا على المستوى الثقافي. من المهم أن يفهم الناس أن نموذج أعمالنا الأخلاقي المتوافق مع الشريعة ينعكس في كل معاملة من معاملات البنك وبهذه الطريقة سيتمكن الأشخاص بوضوح من معرفة كيفية دعمهم وأيضًا كيف يتم دعم موظفينا أيضًا وهو ما نأمل أن يطمئن العملاء خلال هذه الأوقات الصعبة.».
معايير الحوكمة
كما اشار ضمن حديثه الى ان معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية تؤثر بشكل متزايد على الأسواق المالية وانه بالنظر الى الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية الحالية التي نشهدها فمن المتوقع ان تقوم الشركات بتضمين هذه المعايير في نماذج اعمالها، وتابع قائلا «ما يميز البنوك الإسلامية هو أن هذه القيم هي في الواقع جزء لا يتجزأ من طريقة عملها والمنتجات التي تقدمها كمصرف إسلامي، الى ذلك يمكن لمصرف الريان تقديم خيار أخلاقي ونموذج تسعير تنافسي، والذي من شانها ان يساهم في استمرارية جذب العملاء في الأشهر والسنوات المقبلة.».
وقال الرئيس التنفيذي لمصرف الريان المملكة المتحدة ان البنك نما بشكل ملحوظ منذ إنشائه قبل أكثر من 15 سنة، وذلك بفضل الطلب المتزايد من العملاء المسلمين وغير المسلمين على الخدمات المالية والمصرفية المتوافقة مع احكام الشريعة الاسلامية، مشددا في ذات الاطار على ما بلغه العملاء من مستوى وعي باهمية وقدرة التمويل الاسلامي والصيرفة الاسلامية على تلبية تطلعاتهم، وتابع قائلا«لقد اصبح العملاء والافراد أكثر وعيا بأنماط الحياة الأخلاقية الرائدة مما كانوا عليه في أي وقت مضى، وهو ما يمثل فرصة نمو هائلة للمصارف الإسلامية التي تعمل بشكل جيد وشفاف يراعي احكام الشريعة الاسلامية.».
خدمات مالية
وكشف الرئيس التنفيذي لمصرف الريان في المملكة المتحدة عن ارتفاع عدد البريطانيين الذين يفضلون خدمات مالية شفافية واخلاقية، حيث تجاوزت عدد البالغين البريطانيين الذين يعتقدون أن اختيار مزود خدمة مالية أخلاقي ما نسبته 37%، مضيفا «في الوقت الحالي يعتقد ان اكثر من ثلث عملائنا ليسوا من المسلمين ونتوقع أن تنمو هذه النسبة من العملاء بشكل كبير في السنوات القادمة، نتيجة الاقبال المتزايد من العملاء غير المسلمين.».
وعن الاولويات الاستراتيجية لمصرف الريان في المملكة المتحدة خلال السنوات القليلة المقبلة، قال بيتر هورتون الرئيس التنفيذي لمصرف الريان في المملكة المتحدة انه وقبل كل شيء من المهم أن يقدم مصرف الريان في المملكة المتحدة نتائج إيجابية للعملاء مع الاستمرار في النمو بطريقة خاضعة للرقابة والإدارة، مضيفا في حديثه لمجلة ذو بانكر انه لدى مصرف الريان ميزانية عمومية تزيد عن 2 مليار جنيه استرليني، كما أن زيادة قاعدة العملاء هي الهدف الاساسي لمصرف الريان في المملكة المتحدة، وذلك لا يتم وجوبا الا من خلال العمل على زيادة الوعي بسوق التمويل الإسلامي بشكل عام وهو يعد أمرا بالغ الأهمية وذلك من اجل المحافظة على الزخم الذي حققها البنك خلال الستوات القليلة الماضية، وتابع قائلا «نحن مستمرون في العمل مع الحكومة لضمان تكافؤ الفرص للبنوك المتوافقة مع الشريعة وتعزيز مكانة المملكة المتحدة كمركز عالمي رائد للتمويل الإسلامي.».
دور فريد
وختم بيتر هورتون الرئيس التنفيذي لمصرف الريان في المملكة المتحدة بالتأكيد على ما يقوم به مصرف الريان من دور فريد في المشهد المصرفي في المملكة المتحدة، ليس فقط لعملائه ومساهميه ولكن أيضًا للمجتمع البريطاني ككل، مضيفا "تشكل خارطة الطريق التي تم وضعها والخاصة بالامتثال للشريعة لعام 2020 جزءًا مهمًا من طريقة عملنا وتتوافق استراتيجيتنا بشكل وثيق مع اهداف البنك المستقبلة للتوسع بشكل كبير وتحقيق افضل اداء تشغيلي على مدار السنوات القليلة المقبلة بما ينقل مصرف الريان الى العالمية بشكل عام.
الى ذلك، فقد بلغ صافي ربح مصرف الريان المملكة المتحدة بعد خصم الضرائب بنهاية العام الماضي نحو 6.1 مليون جنيه استرليني، بما يعادل تقريبا نحو 27.69 مليون ريال قطري، كما سجل مصرف الريان المملكة المتحدة ارتفاعا خلال العام الماضي في اجمالي الايرادات مقارنة بالمستوى المسجل في العام قبل الماضي، حيث ارتفع اجمالي الايرادات الخاصة بالبنك من نحو 38.62 مليون جنيه استرليني بما يعادل نحو 175.3 مليون ريال قطري بنهاية ديسمبر 2018، ليصل الى مستوى 193.1 مليون ريال قطري بنهاية ديسمبر من العام الماضي، مسجلا بذلك نسبة نمو تساوي 10.17%.
التمويل الإسلامي
وشكلت الايرادات المتأتية من معاملات التمويل الإسلامي الخاصة بالقطاعات التجارية نحو 31%، في حين بلغت نسبة الايرادات المتاتية من معاملات التمويل الإسلامي الخاصة بقطاعات التجزئة ما نسبته 44% في بلغت نسبة المتأتية من معاملات التمويل الإسلامي الخاصة بخدمات التمويل الرائدة ما نسبته 18%، في حين شكلت الايرادات المتأتية من معاملات التمويل الإسلامي من خزينة الاستثمار 5%، في المقابل بلغت نسبة الايرادات المتأتية من معاملات التمويل الإسلامي الاخرى ما نسبته 2%. وفي ذات الاطار، فقد بلغ اجمالي قيمة التمويلات 71.49 مليون جنيه استرليني بما يعادل تقريبا نحو 324.5 مليون ريال قطري. وعلى مستوى الموجودات فقد ارتفعت بنهاية العام الماضي بما نسبته 14% حيث قفزت من نحو 1.96 مليار جنيه استرليني بما يعادل نحو 8.89 مليار ريال قطري، لتصل بنهاية العام الماضي الى نحو 2.24 مليار جنيه استرليني بما يعادل تقريبا نحو 10.16 مليار ريال قطري، في حين يتجاوز عدد عملائه 90 الفا مسجلا نسبة نمو بنحو 6% خلال العام الماضي مقارنة بالمستوى المسجل في 2018.
رابط مختصر:
