جمعية البنوك اليمنية - صنعاء بتاريخ: 2020/10/22
إيمان أحمد
ربما مللت من القواعد الوظيفية، وتحكم مديرك في مستقبلك المهني، أو أنك تملك حلما ترغب في تحقيقه من خلال مشروعك الخاص، جميعها أسباب تدفعك للدخول في عالم الأعمال.
لكن رغم أن الشغف يدفع الكثيرين للاستقالة من وظائفهم لبدء مشروعاتهم الخاصة، فإن عقبات كثيرة قد تقابل المبتدئين، لذا سنقدم لك بعض النصائح الهامة بناء على خبرات سابقة لعدد من رجال الأعمال وخبراء الإدارة حول العالم، قد تجنبك الفشل في مشروعك.
عليك أولا أن تكون قد جهزت فكرة المشروع، ودرست مدى احتياج السوق لها، وكذلك وضعت خطة لتنفيذ الفكرة، ومن ثم تأتي الإرشادات التالية لتنير لك الطريق قبل أن تشرع في الخطوات التنفيذية.
1. ادرس السوق
إذا أردت الدخول في مجال جديد على خبراتك السابقة، فمن الأفضل أن تتريث وتجرب العمل كموظف في هذا المجال قبل إنشاء شركتك.
هذه النصيحة يقدمها المهندس ورائد الأعمال المصري محمد الباز، صاحب أكاديمية "اعمل بيزنس" التعليمية، الذي يقول إن العمل ضمن شركة في مجال مشروعك ولو من دون مقابل سيوفر عليك كثيرا من الجهد والوقت والمال، إذ ستكتشف السوق بشكل عملي قبل الخوض فيه، وسترى بعينك المشاكل والعقبات التي تواجه أصحاب المشروعات في هذا التخصص، مما يحميك مستقبلا من الوقوع في الأخطاء التي وقعوا بها.
2. تفرغ ذهنيا للمشروع
إن كنت تؤسس مشروعا بمفردك، لا يمكن بحال من الأحوال الجمع بين وظيفة بدوام كامل ومشروعك الخاص الذي يحتاج وقتا أيضا، خاصة في المراحل الأولى التي تحتاج منك تفرغا ذهنيا و إعدادا محكما لخطة المشروع.
عليك التفكير مطولا ودراسة التبعات الخاصة بكل قرار، هل تترك وظيفتك للتركيز على مشروعك، أم تستمر في عملك فترة أخرى.
وفي حال كان معك شركاء فعليكم تقسيم المهام فيما بينكم، ليتاح لكل منكم التركيز على مهمته، وحينها تستطيع العمل بوظيفتك وتخصيص دوام جزئي لمشروعك.
3. المراجع
بحسب دراسة لهيئة المشروعات الصغيرة الأميركية (أس بي أي) -جهة حكومية- في مجال إدارة المشروعات، فإن 50% من المشروعات تفشل قبل مرور 5 سنوات على تأسيسها، وأن 96% لا تستطيع الصمود 10 سنوات.
هذه الإحصائيات المخيفة دفعت رائدي الأعمال ستيفن بلانك وبوب دورف إلى البحث عن السبب، ليكتشفا أن جميع الكتب والدراسات المتخصصة في كيفية بناء الشركات تركز على الشركات العملاقة ذات رأس المال الضخم، وتحدد طرقا للإدارة لا تتناسب مع الشركات الصغيرة والمتوسطة.
ألف بلانك ودورف كتابا بعنوان "دليل رواد الأعمال" The Startup Owner's Manual، حددا فيه خطوة بخطوة كيف يمكن تأسيس شركة خاصة وذلك لأصحاب المشروعات الصغيرة، الذي يخالف تماما الأبحاث التي تدرس بمجال إدارة الأعمال في المعاهد والجامعات.
4.لا تجازف برأس مالك
ينطوي قرار تأسيس مشروع خاص في الأساس على المغامرة "المحسوبة"، إلا أنه من الأفضل ألا تلق بكل رأس مالك في المشروع، خاصة إن كانت هذه هي تجربتك الأولى.
عليك كذلك الاحتفاظ بمبلغ مالي يكفيك للعيش عاما على الأقل، إذ إن المشروعات الجديدة وإن كانت ناجحة فإنها لا تحقق أرباحا من اليوم الأول.
وإن كانت المشروع عبارة عن شراكة بين عدد من الأشخاص، وكان دورك المشاركة بالبحث والجهد، فلابد من توفير راتب شهري لك من ممولي المشروع نظير عملك، لتتمكن من أداء مهامك.
5. الصبر ثم الصبر
لا تتوقع أن تحصل على كل ما تريد من أول محاولة، تحلى بالصبر وابتعد عن الإحباط واليأس.
لا تتوقف عن المحاولة، وابحث عن أسباب عدم نجاح المحاولات السابقة، وقم بمعالجتها، فجميع من أسسوا شركاتهم الخاصة واجهوا صعوبات كبيرة، بداية من عدم إيمان المحيطين بهم بفكرتهم، إلى سوء تنفيذ الموظفين أو العاملين بالمشروع للمهام، وكذلك نقص رأس المال، لكنها في النهاية عقبات يمكن تجاوزها، إن كانت خطتك واضحة وواقعية.
6. اهتم بالتسويق
عادة ما يركز أصحاب المشروعات الصغيرة على جودة المنتج وطرق تطويره، ويهملون جانب التسويق، رغم عظم أهميته، فهناك قاعدة في مجال الأعمال تقول إن التسويق السيئ لمنتج جيد يؤدي لفشله، في حين يؤدي التسويق الجيد لمنتج متوسط إلى نجاحه.
ولا تعني كلمة تسويق الطريقة التي يعرض بها المنتج أو الخدمة على الجمهور وحسب، بل هي سلسلة طويلة من العمليات المستمرة بدءا من طريقة تقديمه للعميل، إلى توصيل المنتج له، وكذلك خدمات ما بعد البيع وطرق تعامل خدمة العملاء مع المستخدمين.
ومع التطور التكنولوجي وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي، صار من السهل الوصول للمستخدمين وتحديد خصائصهم، كما زادت في الوقت نفسه المخاطر من تأثير الانطباع السيئ لأي من العملاء على سمعة المنتج، إذ تنتشر التجربة السيئة بسرعة كبيرة بين المستخدمين، وهو ما يستوجب الحذر والتعامل بتركيز شديد مع الأمر.
7. تعلم واكتسب خبرات
لا يمكن الجزم بأن كل من تعلم فن الإدارة والتسويق بشكل أكاديمي هو بالضرورة شخص ناجح على المستوى العملي، فليس كل من درس نظريا بقادر على بدء وإنجاح مشروعه الخاص.
فالخبرة والتنفيذ العملي للبيع والشراء، ووضع الخطط وتنفيذها يأتي في مرحلة سابقة على التعلم، يمكن بعدها صقل التجربة بالدراسة النظرية.
فإن لم تكن دارسا لا تقلق، لكن اهتم بالتجربة واقرأ كتبا في مجال عملك، وتعرف على تجارب من سبقوك في السوق، ثم بعد ذلك اصقل خبرتك بدراسة التسويق والإدارة.
المصدر : الجزيرة