جمعية البنوك اليمنية - صنعاء بتاريخ: 2020/11/13
الكاتب- م/ جابر المقطري*
في السنوات الأخيرة، ظهر جيل جديد من الشركات الناشئة للتكنولوجيا المالية الداعمة للمؤسسات المالية ومقدمي الحلول الرقمية مما أدى إلى قلب أوضاع الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم من خلال الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية في مجال التمويل، وفي ظل هذا التطور السريع، يستدعي الأمر اتباع أساليب تضمن توظيف ثورة التكنولوجيا المالية لصالح المجتمع والاقتصاد مع مراعاة حماية المستهلكين والنظام المالي.
لقد تطور مجال التمويل بفضل التطورات التكنولوجية على مدى العصور، إلا أنه على مدار العقد الماضي، ساهمت الابتكارات القائمة على التكنولوجيا في مجال التمويل في تعزيز إمكانية حصول المستهلكين على العديد من الخدمات في مجال المدفوعات والإقراض والتأمين والادخار والاستثمار ؛ وأصبح ذلك في متناول أيديهم بوتيرة ونطاق غير مسبوقين.
من المتوقع أن تساهم التكنولوجيا المالية في تعزيز الشمول المالي لملايين الأفراد والمشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في البلدان العربية عن طريق التغلب على العوائق التقليدية، وبفضل استخدام الأدوات الجديدة مثل التكنولوجيا الإشرافية (SupTech) ؛ يمكن للجهات التنظيمية أن تتعامل مع الموقف بنجاح والقيام بمعالجة المخاطر الناشئة بشكل أفضل، وتحقيق التوازن بين ترويج التكنولوجيا المالية والشمول المالي والاستقرار والنزاهة وحماية العملاء.
إن تقنية البلوك تشين، المبنية على تقنية السجل اللامركزي، هي واحدة من أشهر ابتكارات التكنولوجيا المالية بجانب الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية والبيانات الضخمة، ويتم استخدامها بسبب كفاءتها للوصول إلى سوق أكبر وأشمل بسرعة وأمان وتكلفة أقل، فعلى سبيل المثال، يتم استخدام التقنية في المقاصة والتسوية، وتحويل الأموال عبر الحدود، ومدفوعات الأفراد ، والعملات الرقمية، والهويّة الرقمية.
إن التكنولوجيا المالية تربط بين قطاعي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والقطاع المالي؛ وهذه القطاعات تعتبر أسواقا للنمو وعوامل تمكينية للاقتصادات العربية.
إن اعتماد التكنولوجيا المالية يواجه تحديات متعددة، وتعتبر اللوائح التنظيمية القديمة هي العقبة الأولى أمام نمو شركات التكنولوجيا المالية الناشئة، وإدراكا لأهمية التكنولوجيا المالية وسرعة وتيرة التطورات، تقوم العديد من البنوك المركزية والسلطات النقدية حول العالم بدور رائد في اختبار الحلول بشكل فعّال من أجل منفعة أكبر لعامة الناس، فعلى سبيل المثال، قامت سلطة النقد في سنغافورة مؤخرا بالانتهاء من تجربة للقيام بإجراء المدفوعات بين البنوك وتسويات الأوراق المالية عن طريق استخدام تقنية البلوك تشين، كما قام بنك كندا بتجربة مشروع يستهدف التحويلات النقدية بين البنوك، إن مثل هذه التطبيقات من شأنها جذب الانتباه إلى مدى الإمكانات المتوفرة أمام العالم العربي.
إن البيئة التي يتواجد بها الحوار واجتماعات التطوير وورش العمل تساهم في تقليص الوقت الذي تستغرقه البنوك والمؤسسات والمصارف المالية من أجل الوصول بحلولها المبتكرة إلى السوق، مما يسمح لها بتوسيع نطاق الحلول أو تجربتها عبر الحدود بشكل عادل وبكفاءة عالية.
مدير إدارة نظم المعلومات في المؤسسة الوطنية للتمويل الأصغر*