مقابلات ومقالات

  • شارك:

كورونا وضرورة الاستعداد المستمر للمواجهة


جمعية البنوك اليمنية - صنعاء     بتاريخ: 2021/04/23

 

محمود قائد ناجي*

توالت التحديات التي واجهت القطاع المصرفي اليمني خلال السنوات الأخيرة وتنوعت في مسبباتها ومضاعفاتها، وتحمل القطاع تبعاتها بعزيمة وثبات، وكان للتماسك والموقف الموحد لمؤسسات القطاع المصرفي الدور الحاسم في تعزيز الصمود وضمان استمرارية النشاط المصرفي.

لسنا هنا بصدد استعراض الأزمات التي مر بها هذا القطاع أو تحليل أسبابها، ولكننا نُذَكِرَ فقط بأهم المحطات التي تعرض فيها القطاع المصرفي لتحديات وعراقيل كانت غاية في الصعوبة والتعقيد، والإستراتيجية التي اعتمدها كوسيلة  لمواجهتها. 

لقد بدأت سلسلة الأزمات بالقيود التي فُرِضت على التعاملات الخارجية للبنوك اليمنية والتي خَلَقت موقفاً صعباً أمام البنوك المحلية، تمكنت البنوك من مواجهته بجهود مضاعفة منها لتوثيق العلاقة مع العدد المحدود من البنوك الخارجية التي استمرت في التعامل مع البنوك اليمنية، والاستغلال الأمثل لتلك المنافذ التي ظلت متاحة لها، وهو ما مكنها من الاستمرار في تقديم خدماتها لمؤسسات النشاط الاقتصادي، وساعدها على توفير الاحتياجات المعيشية الضرورية للمواطنين ولو بحدها الأدنى واتضح جلياً بعد ذلك أن أزمة العلاقة مع البنوك الخارجية لم تكن حدثاً منعزلاً عما تلاه من أزمات وتعقيدات، بل إن أزمة العلاقات كانت تمثل جبل الجليد الذي يخفي في طياته العديد من المفاجآت والمخاطر.

بعد ذلك تتابعت الأزمات بداية بالحظر على ترحيل النقد من العملة الأجنبية، ومروراً بأزمة السيولة المحلية، وانقسام السلطة النقدية، وإغراق السوق بالبنكنوت المصدر دون ضوابط، وما تلا ذلك من مضاعفات أثرت على سعر العملة الوطنية وخلقت سعرين مختلفين للعملة الواحدة واوجد الانقسام في السلطة النقدية الكثير من الصعوبات والتعقيدات أمام نشاط المؤسسات المصرفية، وعرضت قياداتها لصنوف من  التعسفات، وبالرغم من أن الوسائل المتاحة للبنوك في مواجهة تلك التحديات كانت محدودة جداً، فقد كانت تلك الوسائل فعالة وحاسمة.. وكان الموقف الموحد للبنوك، المنطلق من أهمية التزام الحياد والمهنية في العمل، والتقييم الموضوعي للمستجدات، في إطار من التعاون الوثيق والتنسيق الفعال فيما بينها من اهم المرتكزات الأساسية للإستراتيجية المعتمدة لمواجهة التحديات القائمة.

وجاءت أزمة كورونا كإضافة مأساوية إلى سلسلة التحديات الكارثية التي واجهت مؤسسات القطاع المصرفي والعاملين فيه، وهي أزمة تختلف كثيراً عن سابقاتها في الأبعاد وشمولية المخاطر، حيث ألقت بتأثيراتها الضارة على كل فئات المجتمع وكل قطاعات الاقتصاد الوطني، وقد استنهض المجتمع كل طاقاته لتعزيز قدرات التصدي لتلك الجائحة الكارثية.

ولم تكن البنوك لتتخلف عن ركب التصدي والمواجهة للكارثة الجديدة، فأكدت مرة أخرى التزامها بالوقوف إلى جانب أبناء هذا الشعب الصامد والصابر،  ومرة أخرى تتأكد صحة الاختيار وفاعلية الإستراتيجية المعتمدة للمواجهة، تلك الإستراتيجية المنطلقة من الموقف الموحد لجميع البنوك إزاء التحديات القائمة والتنسيق الوثيق فيما بينها في الاستجابة لمتطلبات المواجهة، وعملت البنوك بتنسيق وثيق مع السلطات المعنية بمكافحة الأوبئة على حشد الإمكانيات ودعم وتحديث وسائل المكافحة في إطار من التعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني مما ساعد في رص الصفوف وتوحيد الجهود للتصدي للكارثة، وقامت جمعية البنوك اليمنية بوضع خطة طوارئ شاملة تضمن التصدي لتطورات تلك الكارثة والمضاعفات المتوقعة لها في إطار القطاع المصرفي، الامر الذي ساعد على تعزيز جهود الاستجابة والتخفيف من وقع الكارثة وتوفير وسائل الحماية للعاملين في هذا القطاع، مع ضمان الاستمرارية لنشاط المؤسسات المصرفية، وتمكينها من القيام بالدور المناط بها في تلبية متطلبات النشاط الاقتصادي وضمان استمرارية تدفق السلع الضرورية إلى الأسواق اليمنية.

وفي هذا الوقت وبعد أن كان العالم، والشعب اليمني جزءً منه، قد بدأ في تنفس الصعداء مستبشراً بإمكانية زوال هذا الوباء الفتاك، فاجأتنا الأحداث بتجدد مظاهر الكارثة وبدأت حالات الإصابة المبلغ عنها في الظهور مرة أخرى في المراكز الحضرية للبلاد، وهو ما يفرض علينا استشعار المسؤولية وإدراك المخاطر القادمة وتعزيز قدرات المكافحة مستوعبين كل الدروس التي وفرتها لنا تجربة المكافحة خلال الفترة الماضية، وعلينا أن نبقى على أهبة الاستعداد والجاهزية لمواجهة الخطر المتوقع  قبل أن يستفحل وتصعب مواجهته.

نعيد فنذكر مرة أخرى بإستراتيجية المواجهة التي تم تطويرها واعتمادها من قبل الجمعية والبنك المركزي لتنظيم عملية التصدي والمكافحة في القطاع المصرفي، وعلينا الشروع، دون تأخير، بمراجعة الخطة وتحديثها بما يستوعب كل المستجدات وأن نظل على يقظة تامة لمراقبة كل التطورات ومواجهة كل الاحتمالات.

* القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة جمعية البنوك اليمنية

افتتاحية العدد (14) من مجلة المصارف مارس 2021

إقرأ أيضا.....

 

اخبار اقتصادية ومصرفية

تقارير البنوك السنوية

مقابلات ومقالات

تقارير مصرفية واقتصادية

أخبار البنوك

اخبار الجمعية

 
ليصلك المزيد من
الأخبار الاقتصادية
والمصرفية سجل
 إعجابك بصفحتنا
 في الفيس بوك

 

ليصلك المزيد من
الأخبار الاقتصادية
والمصرفية سجل
 إعجابك بصفحتنا
 فــي تــويــتــر

جمعية البنوك اليمنية   جمعية البنوك اليمنية

رابط مختصر:
UP