بنوك يمنية

  • شارك:

تقرير: هل يستعيد البنك اليمني للإنشاء والتعمير دوره الريادي في القطاع المصرفي اليمني ؟


جمعية البنوك اليمنية - صنعاء     بتاريخ: 2022/08/07

 

- تحديثات متكاملة لجميع أنظمة البنك وإدخال العديد من الخدمات الإليكترونية الرقمية الحديثة
- تنفيذ أكثر من 40 دورة تدريبية تخصصية لكوادر البنك في مختلف الخدمات خلال النصف الأول من العام الحالي
 
تقرير / طلال الشرعبي
ثورة مواجهة للصعوبات والتحديات والعراقيل الماثلة التي أفرزتها طبيعة المرحلة الاستثنائية التي يمر بها البلد منذ العام 2015 وكان لها تبعاتها السلبية المؤثرة على القطاع المصرفي بشكل عام وعلى البنك بشكل خاص ، بالتزامن مع ثورة مواكبة للتطور الإلكتروني الرقمي وتحديث للأنظمة وتأهيل وتدريب للكادر الوظيفي ، وسعي مستمر إلى الارتقاء والتميز في تقديم أفضل الخدمات ، إضافة إلى العمل الدؤوب والجهود الإدارية الجبارة لاستعادة الدور الريادي في دعم مشاريع التنمية الاقتصادية للبلد .
إنه البنك اليمني للإنشاء والتعمير ، البنك الذي ارتبط اسمه بتاريخ نشأة القطاع المصرفي في اليمن ، وكان له دوره الريادي البارز في دعم التنمية الاقتصادية والزراعية ، والمساهمة في إنشاء الكثير من الشركات الاستثمارية على مستوى القطاعين العام والمختلط ، وإرساء دعائم الاقتصاد الحديث ، والبناء والتطوير للبلد منذ بداية إنشائه في العام 1962.
في هذا التقرير نتعرف على طبيعة الصعوبات والتحديات التي واجهها ويواجهها البنك نتيجة الحرب التي شهدها البلد وما ترتب عنها من انتكاسات كان لها انعكاساتها السلبية المؤثرة على واقع القطاع المصرفي وواقع البنك ، وما هي الحلول والمعالجات التي وضعها مجلس إدارة البنك لتجاوز تلك الصعوبات والتحديات ، وكذا المستوى الذي وصل إليه البنك وما تخطط له ادارة البنك  التى تسعى جاهدة وبشتى الوسائل الى  استعادة الدور الرائد للبنك اليمني للإنشاء والتعمير .
كان للحرب التي بدأت خلال العام 2015 ولا تزال مستمرة حتى اللحظة انعكاساتها وتأثيراتها السلبية على القطاع المالي والمصرفي في بلادنا ، ومثلت أزمة السيولة النقدية الخانقة النموذج الحي والأبرز لهذه المعوقات التي ألقت بظلالها على النشاط المالي والمصرفي ، واعترضت سبيل التطوير في هذا القطاع.

حالة من التدهور
ولذلك فقد قادت السنوات الأخيرة القطاع المصرفي برمته إلى حالة من التدهور جراء الأوضاع التي يعيشها البلد ، وبالتالي كان الصرح المصرفي العملاق المتمثل في البنك اليمني للإنشاء والتعمير جزءاً من ذلك القطاع المصرفي ، ومثّلت مشكلة السيولة النقدية أبرز التحديات الماثلة أمام البنك .
وكعادتها لم تتأخر إدارة البنك عن دراسة متطلبات المرحلة والبحث عن المعالجات والحلول الكفيلة بتخفيف حدة الصدمة ، وتأثيرات أزمة السيولة النقدية التي يعانيها البنك ، وبدأ مجلس إدارة البنك بطرح العديد من الأفكار وبمشاركة موظفي البنك وحشد وتوحيد الجهود بدأ ترجمتها إلى واقع ملموس إيمانا منه بأن النجاح لا يأتي إلا من خلال العمل الجماعي ، وأنه يمتلك كادراً مؤهلاً يمكنه استعادة دوره الريادي ، الذي لن يتحقق إلا باستكمال كافة التحديثات للبنية التحتية من أنظمة وكذا تدريب وتأهيل للكادر الوظيفي.
وأقر مجلس إدارة البنك إعادة تصحيح وتحديث الهيكل التنظيمي للبنك واللوائح وأدلة السياسات والإجراءات وتأهيل وتدريب الكادر الوظيفي في سبيل استعادة مكانة البنك ودوره الريادي كأول صرح اقتصادي ومصرفي في اليمن يتواجد في عموم المحافظات.

هدف منشود
وفي سبيل تحقيق الهدف المنشود بدأ مجلس إدارة البنك مؤخراً العمل على حشد ومضاعفة الجهود المشتركة للعاملين في إدارات البنك المختلفة والبدء في تنفيذ عملية التحديث المتكامل لجميع أنظمة البنك وإدخال العديد من الخدمات الإليكترونية الرقمية الحديثة.

تأهيل وتدريب
ويوماً بعد يوم بدأ مسلسل النجاحات التي يحققها البنك يتوالى ، حيث وضع البنك على سلم أولوياته مهمة تأهيل وتدريب كادره الوظيفي ؛ إيماناً منه أن أي نجاح أو تطوير أو تحديث في البنك لن يتم إذا لم يصاحبه تأهيل للعنصر البشري ؛ كونه المعني بأي تطورات وتغيرات نحو الأفضل ، إضافة إلى أن التدريب يعتبر وسيلة فعالة لتنمية قدرات الموظف وتزويده بالمعلومات والأساليب الحديثة .
ومنذ مطلع العام الحالي تم عقد أكثر من 40 دورة تدريبية تخصصية لكوادر البنك في مختلف الخدمات التي يقدمها ، إضافة إلى بعض الدورات المتعلقة بالمعيار الدولي لتدريب الكوادر على كل ما هو حديث في القطاع المصرفي.

تطوير وتحديث
وفي إطار خطة البنك الهادفة إلى تحديث القاعدة الأساسية للأجهزة المركزية الرئيسية المتواجدة فيه لتتوافق مع استخدام الأنظمة الحديثة والمتطورة وعملية الربط في الشبكات ، إضافة إلى تنفيذ الأعمال بصورة سلسة وسريعة ، وتقديم أفضل خدمة للعميل وتطبيق كافة الأنظمة والتطبيقاتمزمز الإليكترونية الحديثة ، والمساهمة في تحقيق القفزة النوعية التي يحتاجها البنك لتعزيز حصته في السوق وتقديم خدمات ومنتجات أفضل لعملائه في إطار المنافسة الكبيرة التي يشهدها القطاع المصرفي.
قام البنك مؤخراً بتحديث كافة أنظمته السابقة والتي تم اقتناؤها من كبرى الشركات المزودة للأنظمة والخدمات المصرفية وفي مقدمتها النظام المصرفي (T24) المقدم من شركة (Temenos) والذي تم اقتناؤه والعمل به مطلع العام 2010 ، إلا أن النظام كان بحاجة إلى تحديث ، ولذلك فقد تم تحديثه إلى الإصدار (R20) ضمن خطة البنك الاستراتيجية لزيادة حصته ودفع النمو المستدام من خلال تحسين عملياته المصرفية وخفض التكاليف التشغيلية.
وبواسطة الكوادر الإدارية والفنية العاملة في البنك تمت عملية التحديث ، حيث قام المعنيون بالانتقال إلى الإصدار الجديد في الوقت المناسب ووفقاً للخطة المزمنة المعدة سلفاً من قبل البنك ، وبشكل سلس وناجح رغم الظروف الصعبة والطارئة التي تمر بها البلاد ، ومرت عملية الانتقال إلى الإصدار الجديد بمراحل فنية وخضعت لمئات الاختبارات والفحوصات العملية لضمان صحة أعمال التحديث.
مثّل تحديث نظام البنك ضرورة ملحة لعملية النهوض به واستعادة مكانته ؛ كونه سيساعد البنك في تقديم منتجات مصرفية متميزة للأفراد والشركات ، والحسابات والودائع والقروض لكل من فروع البنك التجارية وفروعه الإسلامية ، كما أنه وفي ظل التطور والتحول الرقمي الذي يشهده العالم في مختلف القطاعات بشكل عام وكذلك ازدياد حدة المنافسة التي يشهدها القطاع المصرفي بشكل خاص، فإن هذا التحديث سيمكن البنك من العمل على تلبية متطلباته واحتياجاته المتمثلة في تقديم المنتجات والخدمات المالية والمصرفية الحديثة ذات الجودة العالية التي تعتمد في الأساس على المفاهيم والأساليب الحديثة المبتكرة التي تتواكب مع التطور والتحول الرقمي المذكور، كما أنها وفي نفس الوقت تأتي متوافقة مع رغبات وتطلعات الجمهور وملبية لاحتياجاتهم.

خدمات رقمية
كذلك من ضمن الخدمات الرقمية الحديثة التي يقدمها البنك خدمة الموبايل المصرفي (Mobile Banking) وهو عبارة عن تطبيق إليكتروني يتم تثبيته في أجهزة الموبايل يمكن العملاء من تنفيذ العديد من العمليات والخدمات المصرفية الإليكترونية المتميزة مثل سداد الفواتير الخدمية للهاتف الثابت، الانترنت ، شركات الاتصالات (يمن موبايل ، YOU، سبأفون،…)، وكذلك فواتير الكهرباء والمياه.
وبالإضافة إلى تلك الخدمات ما يلي :
- التحويل بين حسابات العميل المختلفة في البنك.
- التحويل إلى حسابات العملاء المختلفة في نفس البنك.
- التحويل إلى حسابات العملاء في بنوك أخرى عبر شركة الخدمات المالية WeNet مع العلم بتميز وانفراد البنك عن بقية البنوك بهذه الخدمة عبر الموبايل المصرفي.
- التحويل النقدي من حسابات العملاء إلى مستفيدين ليس لديهم حسابات في البنك.
- خدمات التسوق عبر الموبايل (تسوق موبايل) التي تمكن العملاء من سداد قيمة المشتريات عبر نقاط البيع في مختلف المراكز والأسواق التجارية وغيرها من المراكز الخدمية الاستهلاكية الأخرى.
خدمات جديدة
وفي سياق التنفيذ لخطة البنك الاستراتيجية الهادفة إلى النهوض به واستعادة دوره الريادي قام البنك مؤخراً بإدخال العديد من الخدمات الجديدة التي شكلت قيمة مضافة للبنك ؛ لما لها من أهمية كبيرة في تلبية رغبات واحتياجات العملاء، ومن أهم تلك الخدمات ما يلي :
- خدمات بطاقات الماستركارد - بطاقات الدفع المسبق :
وهي بطاقة دولية واسعة المدى يتمكن العميل من استخدامها عبر الانترنت للشراء من المواقع الإلكترونية أو عن طريق نقاط البيع (POS) أو السحب النقدي عبر الصرافات الآلية داخل وخارج اليمن ومن جميع النقاط التي تحمل شعار ال ( MASTERCARD)، ومن أهم مميزاتها أنها تصدر بدون الحاجة لفتح حساب في البنك، كما أن البطاقة تسلم فوراً للعميل طالب الخدمة من الفرع حال استيفائه كافة المتطلبات والوثائق والإجراءات ذات العلاقة بعملية الإصدار.
- خدمة الويسترن يونيون :
تعتبر من الخدمات المالية التي تم اعادة تفعيلها من قبل البنك والتي تتمثل بإرسال واستلام التحويلات المالية عر شبكة "الويسترن يونيون" العالمية واسعة المدى في جميع دول العالم خلال فترة قياسية لا تتعدى الدقائق بشكل فردي أو لحساب بنكي ، بحيث يتمكن المستفيد من استلام أمواله عبر أي وكيل لخدمة “الويسرن يونيون” سواء كان شركة صرافة أو بنك في أي مكان في العالم.
- خدمة البوابة الإلكترونية (WEB PORTAL):
وهي خدمة آمنة تماماً يقدمها البنك اليمني للإنشاء والتعمير للشركات لإجراء كافة العمليات المالية في أي وقت وأي مكان دون الحاجة إلى زيارة أحد فروع البنك ، أي من خلال منصة إليكترونية صممت خصيصاً لخدمة العملاء وتنفيذ كافة العمليات المالية المصرفية وتتبع الحسابات والودائع والتحويلات الداخلية في البنك أو الحوالات التي يتم تحويلها إلى بنوك أخرى في إطار شركة الخدمات المالية (WENET).

تحول واضح
ومثلما ارتبط ظهور الصعوبات والتحديات وأزمة السيولة النقدية وما ترتب عنها من حالة تدهور وصل إليها البنك بالحرب التي شهدتها ولا تزال تشهدها البلاد وبتطوراتها المتسارعة منذ العام 2015 ، يرى الكثيرون أن أمر وضع الحلول والمعالجات الصائبة لهذه الصعوبات والتحديات قد ارتبط بالإرادة القوية لإدارة البنك التي تجلت ثمار جهودها وأفكارها وما نجحت في تحقيقه من أهداف التدريب والتأهيل للكادر الوظيفي وأعمال التحديث لأجهزة وأنظمة البنك بالتزامن مع تفعيل وإدخال حزمة من الخدمات من خلال التحول الواضح والتغير الملموس في واقع البنك واستمرار سيره نحو تحقيق الهدف العام والمنشود المتمثل في استعادة دوره الريادي في القطاع المصرفي اليمني وفي تنمية البلد. 

الخلاصة
رغم ما تمّكن البنك اليمني للإنشاء والتعمير من تحقيقه من نجاحات على طريق تجاوز الصعوبات والتحديات والمعوقات التي أفرزتها طبيعة المرحلة الاستثنائية الصعبة التي يمر بها ومواصلة السير نحو تحقيق النهوض واستعادة دوره الريادي ، لا تزال هناك الكثير من الصعوبات ؛ الأمر الذي يتطلب من الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها البنك المركزي اليمني تقديم الدعم للبنك اليمني للإنشاء والتعمير ومساعدته في تخطي الصعاب الماثلة أمامه وتنفيذ الخطط المرسومة.

جمعية البنوك اليمنية   جمعية البنوك اليمنية

رابط مختصر:
UP