تقارير ودراسات
الدولار وأرباح الشركات وخسائر الأسهم... 3 ملفات أميركية شائكة!!
جمعية البنوك اليمنية - صنعاء بتاريخ: 2023/02/03
المصدر- اندبندنت عربية
يتوقع أن تشهد أسواق الأسهم والعملات صدمة كبيرة، فعلى رغم أن قرار "الاحتياطي الفيدرالي" (البنك المركزي الأميركي) في شأن زيادة أسعار الفائدة في أول اجتماعات لجنة السوق المفتوحة خلال العام الحالي، كان متوقعاً، فإن سلسلة الزيادات التي بدأت خلال العام الماضي واستمرت حتى الآن، ستمثل تهديداً كبيراً لأسواق الأسهم الأميركية والدولار الذي يستحوذ على أكثر من 75 في المئة من احتياطيات البنوك المركزية على مستوى العالم.
في تقرير حديث، نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن خبراء في مجلس "الاحتياطي الفيدرالي" أن الربع الأول من العام الحالي قد يشهد رفعاً للفائدة الأميركية بنحو ربع نقطة مئوية من 4.5 في المئة إلى 4.75 في المئة، وأشارت الصحيفة إلى أن قراراً بذلك سيتخذ في أول اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الذي انتهج سياسة رفع متتال للفائدة بنسب بلغت 0.75 في المئة في كل رفع، على مدى اجتماعات السياسة النقدية خلال العام الماضي.
وقررت لجنة السوق المفتوحة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي رفع أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية 25 نقطة أساس، لتصل إلى نطاق ما بين 4.50 في المئة و4.75 في المئة، ورحب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، جيروم باول، وفق بيان، بالتراجع الأخير في بيانات التضخم، لكنه قال "إنه ليس كافياً لإعادة معدل أسعار المستهلكين إلى هدفه البالغ اثنين في المئة".
وأضاف باول "سنحتاج إلى مزيد من الأدلة بشكل كبير على أن التضخم ينحسر لنكون واثقين من أنه يتحرك مرة أخرى نحو الهدف البالغ اثنين في المئة"، وقام "الفيدرالي الأميركي" برفع سعر الفائدة سبع مرات في 2022، في اجتماعات عقدها خلال مارس (آذار) ومايو (أيار) ويونيو (حزيران) ويوليو (تموز)، وسبتمبر (أيلول)، ونوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، وأخيراً يوم الأربعاء الماضي.
وقلص "الفيدرالي الأميركي" وتيرة رفع الفائدة من 50 نقطة في ديسمبر الماضي، و75 نقطة في نوفمبر، مما يشير إلى نجاح حملة بنك الاحتياطي الفيدرالي العنيفة لإبطاء التضخم.
لن يتم خفض أسعار الفائدة خلال 2023
في السياق، قال كبير المحللين في هيئة خبراء البنك الفيدرالي الأميركي جوناثان بينكل في مذكرة بحثية حديثة، إنه لا يتوقع أن تتجاوز قفزات رفع الفائدة مستوى ربع نقطة مئوية خلال الربع الأول من العام الحالي وهو معدل أقل مما كان الحال عليه العام الماضي، لكن الخبير الأميركي استبعد إقدام "الفيدرالي" على خفض أو تثبيت الفائدة خلال عام 2023، مؤكداً قناعته بأن "رفع الفائدة في الولايات المتحدة سيستمر استناداً إلى معطيات التضخم المتصاعد وغلاء المعيشة في الولايات المتحدة".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن خبراء في شؤون السياسات النقدية في واشنطن تأكيدهم أن نسبة فائدة قدرها خمسة في المئة قد تكون كفيلة بوقف التضخم الجامح في الأسواق الأميركية حتى نهاية النصف الأول من العام الحالي، مؤكدين أن سياسات رفع الفائدة قد تمتد حتى عام 2024، وتجدر الإشارة إلى أن آخر اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي انعقد في ديسمبر من العام الماضي.
ووفق بيان، قال أستاذ المالية الأميركي، جيرمي سيجل، إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يخاطر بإثارة كارثة اقتصادية في حال رفع معدلات الفائدة أكثر مما توقعته الأسواق المالية في اجتماعه هذا الأسبوع، وأوضح أنه "يجب ألا تتجاوز عملية زيادة الفائدة خلال الاجتماع المقبل 25 نقطة أساس... رفع الفائدة 50 نقطة أساس سيكون كارثة".
كيف تتعامل الأسهم مع انهيار أرباح الشركات؟
وكانت الأسواق المالية توقعت قيام "الاحتياطي الفيدرالي" بزيادة معدلات الفائدة بنحو 25 نقطة أساس في اجتماعه الأول خلال العام الحالي، ويعتقد جيرمي سيجل أن "قراءة التضخم الحالية قد تكون مبالغاً فيها بسبب الطريقة التي تتخلف بها بعض المدخلات مثل أسعار المنازل عن الإحصاءات الرسمية".
وكان البنك المركزي الأميركي قد رفع أسعار الفائدة بإجمالي 425 نقطة أساس خلال اجتماعات السياسة النقدية التي تمت على مدى العام الماضي، لتصل إلى نطاق 4.25 في المئة و4.5 في المئة، مع مساعي السيطرة على التضخم الذي واصل الارتفاع ليسجل مستوى تسعة في المئة في وقت سابق من العام الماضي، وهو أعلى معدل سجله خلال أكثر من أربعة عقود.
وفي مذكرة بحثية حديثة، حذر بنك "مورغان ستانلي"، من أن سوق الأسهم الأميركية سيتعين عليها مواجهة الواقع المتمثل في ضعف أرباح الشركات ومعدلات الفائدة المرتفعة، وأوضح أن "الحقيقة هي أن أرباح الشركات تثبت أنها أسوأ مما كان يتوقع بناءً على البيانات، بخاصة في ما يتعلق بهوامش الأرباح"، أما "الأمر الثاني فيتمثل في أن المستثمرين تناسوا القاعدة الأساسية المتمثلة في عدم محاربة الاحتياطي الفيدرالي، ربما سيكون الأسبوع الحالي تذكيراً بهذه القاعدة".
الدولار يتجه إلى تسجيل رابع خسارة شهرية
وعلى خلفية قرار البنك المركزي الأميركي زيادة أسعار الفائدة تراجع الدولار في سوق العملات، متجهاً صوب رابع خسارة شهرية، بعد أن قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي إنه تجاوز "نقطة حرجة في محاربة التضخم"، مما أعطى الأسواق أملاً في قرب نهاية حملة رفع أسعار الفائدة.
وانخفض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في تسعة أشهر عند مستوى 100.80 نقطة مقابل سلة من العملات الرئيسة، وتراجعت الورقة الأميركية الخضراء في أحدث التعاملات بنسبة 0.07 في المئة عند 100.88 بعد أن أغلق منخفضاً بأكثر من واحد في المئة خلال تعاملات يوم الأربعاء.
وارتفع الدولار الأسترالي إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر عند 0.7158 دولار في التعاملات الآسيوية، وجرى شراؤه في أحد التعاملات عند 0.7150 دولار بعد ارتفاعه بنسبة 1.2 في المئة في الجلسة السابقة، كما بلغ الدولار النيوزيلندي أعلى مستوى له في ثمانية أشهر عند 0.65365 دولار بعد أن قفز بأكثر من واحد في المئة.
وانخفض الدولار الأميركي بأكثر من 0.5 في المئة مقابل الين الياباني إلى أدنى مستوى في الجلسة عند 128.17، كما صعد اليورو إلى أعلى مستوى في 10 أشهر تقريباً عند 1.1034 دولار، وارتفع في أحدث التداولات بنسبة 0.3 في المئة عند 1.1023 دولار، وارتفع الجنيه الاسترليني بنسبة 0.14 في المئة إلى 1.2392 دولار.
رابط مختصر:
