مقابلات ومقالات

  • شارك:

أهمية إنشاء بنوك مساهمة في تعزيز الاقتصاد الوطني


جمعية البنوك اليمنية - صنعاء     بتاريخ: 2025/05/27

 

عبدالحميد المطري *

- أهمية إنشاء بنوك مساهمة تكمن في قدرتها على تعزيز النمو والاستقرار الاقتصادي وخلق مجتمع مبتكر يشجع ريادة الأعمال

- أسلوب الملكية المشترك في البنوك المساهمة ينمي شعور الانتماء والمسؤولية لدى المجتمع ويقوي ثقافة الاستثمار ويحفز على تطوير الاقتصاد المحلي

أثبتت التجارب أن البنوك المساهمة من الوسائل المالية الهامة لتنمية الاقتصاد الوطني في أي بلد، حيث تساعد هذه البنوك بشكل فعّال في تجميع الموارد المالية وزيادة الاستثمارات، وتتيح للأفراد والمشاريع الصغيرة إمكانية الانخراط في مشروعات ضخمة، مما يحسن من فرص نمو المشاريع الوطنية.

كما أن هذه البنوك يمكن أن تقدم أيضًا دعماً للمشاريع التي قد تواجه صعوبات في الحصول على التمويل المعتاد، مما يساهم في خلق بيئة اقتصادية جيدة، كما أن البنوك المساهمة تعزز المنافسة في السوق، مما يساعد على رفع جودة الخدمات المالية المقدمة للمواطنين، هذا النوع من البنوك، بفضل أسلوب الملكية المشترك، يمكن أن يشجع شعور الانتماء والمسؤولية لدى المجتمع، مما يقوي ثقافة الاستثمار ويحفز على تطوير الاقتصاد المحلي.

وتعتبر بنوك المساهمة وسيلة لتعزيز الشمول المالي، حيث تساعد على دمج شرائح واسعة من المجتمع في النظام المالي، وهذا يعزز العدالة الاجتماعية ويقلل الفجوات الاقتصادية، لذا، فإن أهمية إنشاء بنوك مساهمة تكمن في قدرتها على تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتحقيق النمو السريع وتطوير مجتمع مبتكر يشجع ريادة الأعمال.

مفهوم البنوك المساهمة

تعرف بنوك المساهمة بأنها مؤسسات مالية تهدف إلى جمع الأموال من الأفراد والشركات عبر إصدار أسهم، ويتم استخدام هذه الأموال لتمويل مجموعة متنوعة من المشاريع والخدمات المالية، تختلف هذه البنوك عن البنوك التقليدية التي تركز غالبًا على الإقراض والودائع، إذ تسعى البنوك المساهمة إلى تعزيز دور المستثمرين في الاقتصاد من خلال تقديم دعم مباشر للمشاريع التنموية، يُعتبر مفهوم البنوك المساهمة جزءًا من نظام التمويل البديل، مما يسمح للأفراد باستثمار مدخراتهم في مشاريع ذات عائدات جيدة، كما تساعد هذه البنوك على تنويع مصادر التمويل، مما يقلل من الاعتماد على البنوك التجارية التقليدية، من المهم أيضًا أن البنوك المساهمة تعزز الشفافية والمسؤولية في إدارة الأموال، حيث يشارك المساهمون في اتخاذ القرارات من خلال التصويت في الجمعيات العامة، تُعتبر هذه البنوك بمثابة بوابة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث يمكن أن توفر التمويل والدعم الفني اللازم لتحقيق النجاح، مما يساهم في خلق بيئة عمل نشطة تحسن الاقتصاد الوطني.

دور محوري في تعزيز الاقتصاد الوطني

تعد البنوك المساهمة أدوات مالية حيوية تلعب دوراً محورياً في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال عدة وسائل من أبرزها:

- توفر هذه البنوك الأموال اللازمة للمشاريع، مما يعزز قدرة الأفراد والشركات على النمو والتوسع من خلال تمويل مشاريع كبيرة وصغيرة، تساهم هذه العمليات في تنشيط الاقتصاد وزيادة الإنتاجية، مما يؤدي على المدى الطويل إلى خلق وظائف وتحسين مستويات المعيشة.

- كما تعتبر البنوك المساهمة محفزًا للابتكار من خلال دعم المشاريع الجديدة، حيث تشجع على تطوير حلول مالية تناسب احتياجات السوق.

- تعزز هذه البنوك الشفافية في المعاملات المالية، مما يبني الثقة بين المستثمرين والمجتمع، ويدعم الاستثمارات المحلية والأجنبية.

- تسهل البنوك المساهمة جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث توفر بيئة مناسبة للاستثمارات بفضل القوانين المناسبة، مما يعزز التنوع الاقتصادي ويقلل الاعتماد على مصادر الدخل التقليدية.

- تلعب هذه البنوك دوراً مهماً في دمج الفئات المختلفة من المجتمع في النظام المالي، بما في ذلك الفئات الأقل حظاً، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاقتصادية.

- يمكن للبنوك المساهمة أن تساهم بشكل فعّال في تحقيق النمو المستدام، مما يعزز قاعدة الاقتصاد الوطني ويزيد من مرونته أمام التحديات.

- تعتمد هذه البنوك على مبدأ الشفافية والإفصاح لأنها شركات عامة، ويتم إلزامها بالإفصاح عن أدائها المالي وأي تغيرات مهمة، مما يقدم مستوى عالٍ من الشفافية للمستثمرين.

لذلك، فإن دعم وتعزيز دور البنوك المساهمة يعتبر أمرًا أساسيًا لتحقيق الأهداف الاقتصادية للدول والمساعدة في رفاهية مجتمعاتها.

أمثلة ناجحة لبنوك مساهمة دولية وعربية

- بنك سايبورغ ( Caisse de depot et placement du (Quebec الكندي الذي يعتبر من أبرز البنوك المساهمة في كندا ويستثمر أصوله الضخمة في مشروعات البنية التحتية والتكنولوجيا، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد الكندي ونموه المستمر.

- بنك إي بي بي (EBRD) هو مثال آخر بارز على الساحة الدولية، إذ يسعى لدعم اقتصادات السوق في دول مختلفة عبر تقديم التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وتعزيز الشفافية والتنمية المستدامة.

- البنك العربي الإفريقي الدولي الذي يركز على تمويل المشاريع التنموية وخلق فرص عمل تستثمر محليًا، مما يدعم الاقتصاد الوطني.

 تعكس هذه الأمثلة كيف يمكن للبنوك المساهمة أن تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز التنمية الاقتصادية من خلال الابتكار والاستثمار المستدام، مما يؤدي إلى بناء بيئات اقتصادية أكثر ديناميكية وتنافسية، إضافة إلى ذلك، تُظهر هذه التجارب أهمية التنسيق بين البنوك المساهمة والحكومات والقطاع الخاص لتحقيق النتائج المرغوبة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

الخلاصة

في الختام، يتضح أن إنشاء بنوك مساهمة يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز الاقتصاد الوطني. تلعب هذه البنوك دورًا أساسيًا في زيادة الاستثمارات ودعم نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما يعزز قدرة الاقتصاد على مواجهة التحديات الحالية، والفوائد الاقتصادية التي تقدمها هذه البنوك، مثل تنويع مصادر التمويل وتحسين الوصول إلى الخدمات المالية، تساهم في تعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي، كما أن الحاجة إلى الرقابة التنظيمية الفعالة والمنافسة مع البنوك التقليدية تتطلب المزيد من التركيز والابتكار، تعتبر الشفافية والمساءلة من العناصر الأساسية لنجاح هذه البنوك، حيث تساعد في بناء الثقة مع العملاء والمستثمرين، علاوة على ذلك، فإن التعاون مع الحكومة وتطوير تكنولوجيا المالية يمكن أن يعززا من دور هذه البنوك في التنمية المستدامة، في النهاية، يتطلب تعزيز فعالية البنوك المساهمة تكاتف الجهود بين جميع المعنيين، بما في ذلك القطاعين العام والخاص، لضمان تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية المطلوبة.

* المدير المالي والإداري - جمعية البنوك اليمنية

جمعية البنوك اليمنية   جمعية البنوك اليمنية

رابط مختصر:
UP